Zoom Meeting ..لماذا خيب الاَمال
تطبيقات الدردشة عبرالانترنيت تعيق ديناميكية التواصل التي تعتمد عليها الحورات
مقال مجلة The Economist
16th May 2020
ترجمة بتصرف :نور الكردي Training Manager of the IFPMC
هناك نوعية من القراء سيتذكرون حين كانت المكالمات طويلة المدة باهظة الثمن، وكذلك المكالمات الدولية ، والمكالمات الثلاثية مثيرة للدهشة ومكالمات الفيديو أشياء من الخيال العلمي. كيف استطاع الناس ان يأخذوا الإنجازات السابقة الذكر كأمر مسلم به في هذه السرعة. اليوم تتوفر جلساتومحادثات الانترنيت الدولية بالفيديو مجانًا ومتاحة للجميع وعلى نطاق واسع. و بدلاً من التعامل معها على أنها معجزة ، انتقد الكثير من المراقبين تقنية “الزوم “. الكثير من الانتقادات كانت على اساس ان : هناك نقص في التواصل البصري ، ونقص الشعور بالمحيط بين المتصلين (سواء من الناحية الجسدية او المكانية او الأشياء المحيطة بهم ) وما شابه ذلك.
مع ذلك ، فإن السبب الرئيسي الذي يؤخذ على تقطع الصوت خلال محادثات Zoom انها حالة مزعجة وتؤثر على مهارات الحوار. وجدت الدراسات أن معظم الاتصالات التي تحدث من خلال هذا التطبيق هي اما متقطعة او متداخلة لكن اكثر البلدان نجاحا في استخدامها هي المكسيك والدنمارك واليابان .
عند وجود أي عطل في الصوت خلال الاجتماعات . يتم تقطيع الصوت والفيديو إلى قطع صغيرة ، وإرسالها عبر قنوات مختلفة إلى المتلقي ، ثم يتم إعادة تجميعها. هذا يسمى “تبديل الحزم” . أرادت (داربا)، وكالة البنتاغون الرائدة في عالم الإنترنت ، التأكد من أن لا احد يستطيع قطع خط او تعطيل الاتصال. ولكن بسبب وصول بعض الحزم متأخرة يكون الوقت تأخر لاعادة تجميعها فيكون للبرنامج خيارين أساسين: اما الانتظار مما يؤدي إلى التأخير ، أو جمع ما هو متاح مما يؤدي إلى حدوث خلل.
تميل أنظمة ومنصات مكالمات الفيديو إلى استخدام الصوت الذي يصل بسرعة ولكن بجودة متوسطة. تقول Zoom إنها تهدف إلى تحقيق فارق يبلغ 150 مللي ثانية فقط ، وهي تحقق في الغالب أسرع من غمضة العين. ومع ذلك ، حتى عندما يتم الوصول إلى هذا الهدف (ولا يتم ذلك غالبًا ، خاصة عندما تكون شبكة الإنترنت مضغوطة جدا) ، فهذا الوقت يبدو أطول بكثير . ان انقطاع الأصوات او تداخلها ،في المحادثة الفيديو تبلغ السرعة حوالي 200 مللي في الثانية. وهذا يتجاوز الفترة المحددة للانتظار حيث واجه مستخدمو Zoom تأخرًا يبلغ 150 مللي ثانية بعد رفع السماعة ، يليه 150 مللي ثانية أخرى للرد.
يمكن أن تؤدي ميزة هذا الإيقاف المؤقت للمكالمات العمل إلى ان يخيب امال مستخدمي هذه البرامج . وجدت دراسة أجرتها فيليسيا روبرتس من جامعة بوردو وزملاؤها أن الإجابات على الأسئلة (مثل “هل يمكنك أن تقلني ” والاجابة “بالتأكيد”) في حال تم الإجابة عليها بأكثر من 700 مللي ثانية للرد سيتم تصنيفها انها سلبية وان البرنامج لم يؤدي الغرض منه . حيث انها اذا تخطت الوقت المحدد من الممكن ان تعطي إجابة مغايرة وتكون سلبية على المتلقي وهذا من الممكن ان يسبب سوء فهم لدى المستخدمين.
وتقول روبرتس إن المشكلة الأكبر قد تتمثل في الانقطاعات ، لأن التأخير يعني أن المتحدثين غير قادرين على تحديد توقيت دورهم بشكل صحيح. عندما يتداخل شخصان مع مكبر صوت واحد ، قد ينتج عنه اشتباك يستغرق الأمر وقتا لحله. إصلاح هذه العوائق بانتظام أمر ممل للمستخدم لهذه التكنلوجيا.
رغم كل الجهود المبذولة لن تنجلي على عقلية مستخدمي البرامج هذه الثغرات الموجودة فقد اصبح المستخدم يميز بين مواطن الخلل والتاخير .في كتاب (الدائرة الأولى ) للمؤلفة سلوجينتسين والذي تم نشره في عام ١٩٨٦ ايام الاتحاد السوفيتي السابق ،والذي يدور حول انشاء محادثة بين مهندس يقرأ جريدة من خلال الصوت وعلى الطرف الاخر كان هناك شخص اخر يتتبع معه، لاحظوا انه وعلى الرغم من وجود بعض الانقطاعات البسيطة قام الشخص المستمع بالتنبؤ بالجمل المفقودة حيث تم بعدها عقد اجتماع وجها لوجه بين الاثنين وكانت الصورة مكتملة لدى الجميع هذا يدل على جودة البرنامج الذي كان مستعمل حينها .ولكن اذا كنا نجتمع عبر هذه التطبيقات ونحن لا نتواصل بصورة صحيحة ومعظم الحوارات تقوم على اساس التنبؤ بما سيقوله الزملاء اذن لماذا نجتمع من الاساس.
اخيرا، اذا كان هنالك فائدة وحيدة لفايروس كورونا فهي ان الموظفين عندما سيعودون الى مكاتبهم فانهم سيكونون مشتاقين جداً الى الاجتماعات الحقيقية وجه الى وجه مرة اخرى ،ناهيك عن اللقاءات والاجتماعات مع الزملاء بعد العمل.
https://www.economist.com/books-and-arts/2020/05/16/why-zoom-meetings-are-so-dissatisfying
