منتدى شباب العالم 2021….الشباب من أجل السّلام والتنمية
قاسمي عبدالسميع*
باحث مشارك بمنتدى صنع السياسات
IFPMC-LONDON
January 2022
مقدمة:
انعقدت بين 10 و13 يناير الماضي فعاليات الطبعة الرابعة من منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ المصرية بعنوان “عُدنا معاً Back Together”، حيث عرف المنتدى مشاركـــة ما يفوق 3000 شاب من أغلب دول العالم إضافة لممثلي الهيئات الحكومية والدولية والفاعلين بالقطاع الخاص والمجتمع المدني. وقد ناقش المشاركون عدة قضايا دولية على غرار التعافي من تداعيات الجائحة، المناخ والأمن الدولي.
- نبذة عن المنتدى:
منتدى شباب العالم هو منصة عالمية جاءت بمبادرة من مصر[i]، تجمع الشباب من كل دول العالم بصناع القرار في القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، بهدف مناقشة القضايا العالمية وفق رؤية شبابية وادماج فئة الشباب في صنع القرار على الصّعيد الدولي. وقد عُقد منتدى شباب العالم لأول مرة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 بمشاركة موسّعة للشباب بهدف تبادل الخبرات والآراء والتوصيات وتقديم مبادرات وحلول مبتكرة لصناع القرار والشخصيات المؤثرة القادرة على صنع التغيير ودفع عجلة التنمية في العالم.
وقد جاءت الطبعة الرابعة بعد سنتين من تنظيم آخر نسخة حيث لم يتم عقد المنتدى سنة 2020 بسبب إجراءات الحجر الصحي التي أملتها جائحة كوفيد- 19.
- ورشات المنتدى:
الورشات التحضيرية انعقدت قبيل الانطلاق الرسمي لفعاليات المنتدى، حيث تم عقد 16 ورشة يومي الثامن والتاسع من شهر يناير 2022، تناولت جملة من المواضيع في كافة الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
في اليوم الأول، تم عقد ورشة حول مشروع “حياة كريمة” الذي يجسّد التجربة المصرية في تنمية المناطق الريفية والذي يهدف إلى خلق حياة لائقة لسكان هذه المناطق وتوفير كل الخدمات الضرورية لهم.
في المقابل، تناولت الورشات الأخرى موضوع مستقبل التكنولوجيا في ظل التحول الرقمي في مرحلة ما بعد الجائحة، مع مناقشة الدور الهام لريادة الاعمال وانشاء الشركات الناشئة في العالم في خلق الثروة وبناء اقتصاد المعرفة. علاوةً على ذلك، ناقش المشاركون في ورشة أخرى موضوع حوكمة وعقلنة تسيير الموارد المائية على نحو يسمح باستفادة عادلة لكل دول العالم من هذه الثروة الحيوية.
ورشات اليوم الثاني تناولت موضوع التعليم في فترة ما بعد الجائحة وآفاق تفعيل التعليم الالكتروني وادماج الرقمنة في العملية التعليمية. كما تناولت ورشة أخرى، مستقبل القارة الافريقية في فترة ما بعد الجائحة على ضوء أجندة الاتحاد الافريقي 2063. الورشة الثالثة جاءت بعنوان الجائحة والدور المتنامي للتكنولوجيا المالية في الأسواق الصاعدة، حيث ناقشت الجلسة موضوع الشمول المالي والتقنيات المصرفية والبنكية الحديثة وآفاقها في السّياق الحالي.
وبحكم أهمية موضوع التنمية المستدامة والمناخ، تم تنظيم ورشة حول الجائحة وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة إضافة لورشة حول دور الشباب في مواجهة التحديات البيئية والمناخية.
وعلى مدار اليومين، تزامنت الورشات مع تنظيم نموذج لمحاكاة مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة وورشات بعنوان WYF Labs الرامية الى تنمية الأفكار والمشاريع على نحو يتوافق مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
- جلسات المنتدى:
اليوم الأول عرف عقد حفل انطلاق فعاليات المنتدى من طرف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث تلا ذلك عقد أول جلسة نقاشية بعنوان “كوفيد-19: انذار للإنسانية وأمل جديد” تم التحدث فيه عن تجارب بعض الدول في إدارة الجائحة على غرار مصر، مالطا، تنزانيا وغيرها ودور الشباب المحوري في مكافحة انتشار الفيروس والوقاية منه[ii].
أما اليوم الثاني، عرف عقد 9 جلسات نقاشية حول مواضيع متعددة نشّطتها شخصيات بارزة ومؤثرة في عدة مجالات، وقد تناولت الجلسة الأولى بعنوان ” من غلاسكو إلى شرم الشيخ: مواجهة التغير المناخي” موضوع المناخ والتحديات المحيطة به لاسيما وأن الطبعة 27 من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 سيتم عقدها بدولة مصر هذه السّنة.
الجلسات الأخرى، تناولت بشكل مستفيض موضوع مستقبل أنظمة الرعاية الصحية بعد دروس جائحة كوفيد-19 ومواضيع أخرى ذات صلة من بينها التداعيات النفسية للجائحة على الافراد وسبل تجاوزها والأمن والسلام العالمي في مرحلة ما بعد الجائحة.
كما سلّطت الجلسات الضوء على موضوع تمكين المرأة وآليات حمايتها، فضلاً عن مواضيع أخرى تتمثل في “المسؤولية الدولية اتجاه ضمان توزيع عادل ومستدام للثروة المائية” و “حوكمة الطاقة في العالم” ومستقبل التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي في مرحلة ما بعد الجائحة.
اليوم الثاني عرف تنظيم سبع جلسات نقاشية بمشاركة نخبة من صناع القرار والفاعلين بالقطاع الخاص والمجتمع المدني، حيث تناولت الجلسة النقاشية الرئيسية موضوع “المبادرات التنموية في مواجهة الفقر” مع التركيز على التجربة المصرية “حياة كريمة”، تلا بعد ذلك جلسة بعنوان “دور المؤسسات الدولية في التعافي من تداعيات الجائحة” نشطها ممثلون عن هيئات حكومية دولية على غرار وزارة التعاون الدولي المصرية ، صندوق النقد الدولي، ووكالة الأمم المتحدة للهجرة والاتحاد من أجل المتوسط.
من جانب آخر، تناولت الجلسات النقاشية الأخرى موضوع ريادة الأعمال وأنماط العمل الجديدة والهجينة في مرحلة ما بعد الوباء ، والمسؤولية الدولية في إعادة اعمار المناطق المتضررة من النزاعات إضافة لموضوع الأمن الغذائي والتحديات المتصلة به وموضوع صناعة المنتجات الترفيهية وآفاق الابداع والثقافة خلال فترة الجائحة.
- كخاتمة….توصيات ومخرجات المنتدى:
في اليوم الرابع والأخير من فعاليات المنتدى، تم الخروج بجملة من التوصيات تم الإعلان عنها في اليوم الأخيـــر:
أعلنت الدكتورة رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، توصيات منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة والتــي جاءت كالتالـــي[iii]:
- الدعوة لتأسيس مجلس أعمال إفريقيا؛
- دعوة منظمة الصّحة العالمية للاعتراف باللقاحات؛
- الدعوة لعقد قمة عالمية لبحث أفضل السبل لمساعدة الدول الفقيرة؛
- نشر التعريف بالموارد المائية؛
- الدعوة لتوحيد الجهود الأممية لإعادة التمويل لإعادة الإعمار؛
- إطلاق استراتيجية لدعم السلم والأمن لما بعد الجائحة؛
كما أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في حفل اختتام فعاليات المنتدى عن جملة من القرارات يمكن ايجازها على النحو الاتي:
- اعلان عام 2022 عاماً للمجتمع المدني؛
- تكليف ادارة المنتدى بإنشاء منصة حوار فعالة بين الدولة وشبابها ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية؛
- تكليف الاكاديمية الوطنية للتدريب بإعداد برامج تدريبية متخصصة للشباب العربي والافريقي؛
- تكليف ادارة المنتدى بإنشاء حاضنة اعمال للمشروعات الناشئة والصناعات الصغيرة؛
- تكليف ادارة المنتدى بتكون مجموعات شبابية مصرية وعالمية للإعداد لقمة المناخ COP27 بشرم الشيخ؛
- تكليف مجلس الوزراء بإعداد تصور شامل مع شركاء التنمية من أجل تحقيق امتداد افريقي للمبادرات المختلفة.
الهوامش:
[i] More details, official website of WYF, https://wyfegypt.com/about_us.php , accessed on 16/01/2022.
[ii] WYF Sessions are available on : https://bit.ly/3A8kygv
[iii] توصيات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، بوابة الاهرام، 13/01/2022، شوهد في 16/01/2022 في : https://bit.ly/3fv6T9B
