asd

مراجعة : العراق، الغذاء، أسعار النفط والحرب بأوكرانيا

Related Articles

مراجعة : العراق، الغذاء، أسعار النفط والحرب بأوكرانيا


  قاسمي عبد السميع

باحث في منتدى صنع السياسات العامة                                                                                                                              

IFPMC-LONDON

JUNE 2022

           

أصدر معهد الدراسات الإقليمية والدولية (IRIS) بالجامعة الأمريكية في العراق مؤخراً، تقريره لشهر يونيو 2022، حيث تضمن هذا الأخير مساهمة ثرية للباحث العراقي والخبير الاقتصادي أحمد معن الطبقجلي بعنوان : “أسعار الطاقة والغذاء، الحرب بأوكرانيا والعراق”[1] أين تطرق فيها لتداعيات الحرب بأوكرانيا على أسعار النفط ومستقبل الأمن الغذائي والفرص المتاحة لصانع القرار العراقي في سياق ذلك.

أولاً: حول أسعار الطاقة وسياسات الموازنة العـــــــــــــراقية

في بداية ورقته، يشير الباحث إلى الزيادة الحادة في أسعار النفط والغذاء على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية – كنتيجة لبداية انتعاش الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا وانعكاسات الحرب بأوكرانيا ، مما كان له تداعيات كبيرة على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط. حيث خفَّض صندوق النقد الدولي (IMF) في تقريره الأخير حول آفاق الاقتصاد العالمي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2022 إلى زيادة قدرها 3.6٪ (بعد زيادة تقدر بـ 6.1٪ في عام 2021) ؛ وبزيادة قدرها 3.6٪ في عام 2023.

                                                          الشكل 01. مستقبل أسعار النفط

ويمكن ملاحظة تزايد الأسعار كذلك من خلال التوقعات لأسعار النفط المستقبلية التي لا تزال مرتفعة، على الرغم من انخفاضها النسبي بعد فرض العقوبات على روسيا مؤخراً.

كنتيجة لذلك، يرى الباحث العراقي أن الحكومات الغربية في حاجة ماسة إلى تقليل الاعتماد على النفط الروسي ، وضمان أمن طاقتها على المديين القريب والمتوسط، كما يؤكد أن التوقعات هذه لأسعار النفط ستؤثر بشكل جلي على التوقعات والسياسات الاقتصادية للعراق على المدى القريب، والميزانيات الحكومية المستقبلية، فأسعار نفط برنت البالغة 100 دولار أمريكي للبرميل في عام 2022 و 90 دولارًا أمريكيًا للبرميل في عام 2023 ستترجم إلى عائدات تصدير مقدرة بـ 170 تريليون دينار عراقي (117 مليار دولار أمريكي) في عام 2022 و 160 تريليون دينار عراقي (110 مليار دولار أمريكي) في عام 2023.

وبالتالي، سيسمح الفائض المتوقع للأشهر الستة الأولى من عام 2022 للحكومة الحالية بتقليل تأثير الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية على المواطنين لاسيما الفئات الهشة من خلال فاتورة مقترحة تقدر بـــــ 25 تريليون دينار عراقي (17 مليار دولار أمريكي) المعنونة بـــــ “دعم الأمن الغذائي الطارئ”، والتي يتم مراجعتها حالياً من قبل مجلس النواب، حيث ستكون هذه الفاتورة بمثابة ميزانية تكميلية لموازنة سنة 2021 التي لا تزال سارية ؛ وعليه، سيكون هذا الدمج بديلاً لميزانية 2022.  ومن المرجح حسب الخبير الاقتصادي العراقي، أن يُطيل هذا الترتيب من أمد الأزمة الراهنة بشأن تشكيل الحكومة، بينما سيسمح للحكومة بحماية المستهلكين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية ، ومواصلة العمل حتى نهاية العام، على نحو يحافظ على الوضع الراهن للمحاصصة الطائفية.

ثانياً : حول الأمن الغذائي وتداعيات الحرب بأوكرانيا

مما لاشك فيه أن الحرب بأوكرانيا خلفت تداعيات كبيرة على أسعار المواد الغذائية لاسيما القمح، حيث تم تسجيل ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية الدولية،والتي كانت في ارتفاع أصلاً منذ صيف 2020.

من جهة أخرى، يذكر الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالعراق أن سلال الغذاء لبرنامج الأغذية العالمي مخصصة لأسعار التجزئة للمواد الغذائية في العراق بالدينار العراقي والتي تشمل النقل (الدولي وداخل العراق) والتوزيع والتخزين وتكاليف التجزئة الأخرى. علاوة على ذلك، فهي تشمل التأثير الفردي لتخفيض قيمة العملة العراقية بنسبة 23٪ مقابل الدولار الأمريكي.

الشكل 02. مقارنة بين أسعار المواد الغذائية

ويعكس مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة الموضح في الشكل 02 أعلاه أسعار المواد الغذائية المتداولة دوليًا بعملة الدولار الأمريكي ، ولا يشمل أيًا من التكاليف المضمنة في سلال الغذاء لبرنامج الأغذية العالمي ، مما يجعل المقارنة ذات أهمية وفي منظورها الصحيح حسب الباحث.

ومع ذلك ، فإن المزايا المتوقعة من عائدات النفط المرتفعة على مدى السنوات القليلة المقبلة توفر للعراق الوسائل اللازمة لمعالجة الاختلالات الهيكلية ونقاط الضعف على النحو الذي اقترحه “الكتاب الأبيض” وبدء عملية إعادة بناء البنية التحتية للبلاد التي تم تدميرها على مدى أربعة عقود من النزاع.

على الرغم من ذلك ، يعتقد أحمد لطبقجلي أن الخطر والنتيجة المحتملة هي أن الحوافز غير المتوازنة لنظام المحاصصة الطائفية ستؤدي إلى استمرار نفس السياسات السابقة التي أدت إلى اختلالات هيكلية للاقتصاد جعلته عرضة للصدمات الاقتصادية.

*Abdelssami Gasmi

Junior researcher

email: abdelssami@ifpmc.org

 

الهوامش والإحالات:

 

[1] Ahmed Tabaqchali, Food and Energy Prices, the Ukraine War, and Iraq, IRIS, IRAQ ECONOMIC REVIEW, Vol. 02, Issue 02, June 2022, available at :  https://bit.ly/3NllFyq

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories