asd

مؤتمر ميونيخ للأمن 2022 …التعاون والحوار من أجل تحقيق الأمن والتنمية

Related Articles

مؤتمر ميونيخ للأمن 2022 …التعاون والحوار من أجل تحقيق الأمن والتنمية

قاسمي عبدالسميع

باحث بمنتدى صنع السياسات

IFPMC-LONDON

FEBRUARY 2022

مقدمة :

انعقدت الأيام الماضية وبالتحديد بين 18 و20 فبراير ، أشغال الدورة الـ58 لمؤتمر ميونخ للأمن في فندق “بايريشرهوف” في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، حيث شارك في المؤتمر عدة قادة وشخصيات بارزة في مجالات متعددة ومختلفة ذات صلة بالأمن الدولي.

تسّلط هذه الورقة الضوء على مجريات المؤتمر وأهم المشاركين فيه اضافةً لسياقات انعقاده وأهم المواضيع التي تم مناقشتها خلال جلساته وفعالياته.

  1. نبذة عن المؤتمر :

مؤتمر ميونيخ للأمن، المعروف سابقًا باسم منتدى سياسات الدفاع في ميونيخ، هو منتدى سنوي مخصص لمناقشة قضايا الأمن الدولي.  حيث تأسس المنتدى في عام 1963 من قبل الناشر الألماني إيوالد-هاينريش فون كلايست شمينزين[1].

تسمح منصة الحوار هذه، التي يترأسها  السّفير ولفغانغ إيشينغر، للوزراء والنواب وكبار المسؤولين العسكريين والعلماء وممثلي وسائل الإعلام بمناقشة عدة قضايا متعلقة بالسّياسة والأمن الدوليين، حيث في كل عام ، يناقش المشاركون من جميع دول العالم والدول الأعضاء في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي مواقفهم وقراءتهم للمشهد الدولي والتحديات المختلفة التي يواجهها العالم لاسيما تغير المناخ، النزاعات، الارهاب، الجريمة المنظمة وغيرها[2].

  1. سياقات انعقاد المؤتمر:

على عكس السّنة الماضية التي عرفت انعقاد المؤتمر افتراضياً بفعل إجراءات الحجر الصحي التي أملتها جائحة كوفيد-19، ينعقد المؤتمر في نسخة هذا العام حضورياً  وبمشاركة واسعة لعدد كبير من القادة وممثلي المنظمات الدولية والمهتمين بالشأن الدولي من باحثين واعلاميين.

فضلاً عن الجائحة وتداعياتها على كافة الميادين والمجالات، يأتي مؤتمر ميونيخ للأمن في ظل تصاعد حدة التوتر والتصعيد على الحدود الروسية الأوكرانية ، التي تشهد حشداً عسكرياً روسياً وتعبئة متواصلة للانفصاليين بشرقي أوكرانيا على نحوٍ يهدد الأمن الاقليمي بالمنطقة وأوروبا، ويعزى هذا التصعيد حسب مختصين لعدة أسباب أهمها الطموحات الجيوسياسية الروسية ورفضها القاطع لانضمام أوكرانيا لحلف الناتو[3].

من جهة أخرى، يأتي مؤتمر ميونيخ في ظل تنامي خطر تغير المناخ والتهديدات البيئية المحيطة به، حيث منذ سنوات، لاتكاد تخلوا أجندة أي قمة أو مؤتمر من موضوع تغير المناخ وانعكاساته المحتملة على مستقبل الكوكب والبشرية، وعليه، فالمتتبع للشأن الدولي وتحليلات المختصين يجد أن موضوع تغير المناخ أضحى يمثل أحد أبرز التهديدات للأمن الدولي، لاسيما في السنوات العشر الأخيرة وما شهدته من أحداث زادت من خطورة هذا التهديد.

  1. المشاركون في المؤتمر:

ما يمّيز مؤتمر ميونيخ للأمن هو طبيعة المشاركين ضمن فعالياته، حيث يجمع المؤتمر كل سنة عددا كبيراً من القادة وممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات البحثية لمناقشة القضايا الدولية الراهنة ومحاولة ايجاد حلول لها. وقد عرف المؤتمر مشاركة عدة شخصيات وقادة بارزين من بينهم فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أحد أطراف الأزمة الروسية الأوكرانية و المستشار الألماني أولاف شولتز  وكذا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فضلاً عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ووزير خارجية الهند سوبرامانيام جايشانكار.

  1. أهم جلسات ومواضيع المؤتمر :

على مدار ثلاثة أيام، ناقش المشاركون والحضور عدة مواضيع رئيسية تتعلق بالأمن الدولي والتحولات الراهنة التي يشهدها النظام الدولي، والتي يمكن ايجازها على النحو الآتي[5] :

  • فعاليات اليوم الأول :

جاء عنوان اليوم الأول تحت عنوان “تحديات عالمية” ناقش خلاله المشاركون مواضيع مختلفة  متعلقة بالتحديات الراهنة التي يشهدها العالم لا سيما في ظل جائحة كوفيد-19 وما خلّفته من تداعيات وانعكاسات، وقد شملت جلسات اليوم الأول مواضيع  الأمن النووي، نزع التسلح، مرونة سلسلة التوريد والاعتماد المتبادل اضافة لموضوع التعاون الدولي في وقت الأزمات وتعزيز آليات مواجهة التحديات العالمية.

كما تطرق المشاركون إلى التهديدات الأمنية الجديدة على غرار التعاون والمنافسة في قطاع التكنولوجيا بوصفه ميداناً استراتيجياً وتوسيع نطاق العمل المناخي العالمي ومكافحة الفساد والمعلومات المغلوطة والدفاع عن الديمقراطية في العصر الرقمي علاوةً على مناقشة مواضيع الأمن الغذائي ومواجهة جائحة كوفيد-19.

  • فعاليات اليوم الثاني :

مناقشات اليوم الثاني جاءت في جزأين يمكن إيجازهما على النحو الآتي :

الجزء الأول كان موسوماً ب”النظام الدولي “، ركز عموماً على ما يشهده النظام الدولي من تحولات بنيوية، حيث تطرق إلى مواضيع الأمن عبر الأطلسي والأوروبي وتعزيز دبلوماسية المناخ بالاضافة إلى دور المرأة في بناء السلام وحل الصراعات والأزمات الانسانية وأهم المقاربات المنتهجة في هذا الميدان.

كما خصص هذا الجزء عدة جلسات لمناقشة دور القوى الكبرى والصاعدة في العلاقات الدولية، حيث تطرق المشاركون من ساسة وباحثين لأدوار كل من ألمانيا، الولايات المتحدة، الصين وبريطانيا في الساحة الدولية لاسيما في ظل ما يشهده العالم من أزمات وتحديات في كل الميادين.

أما الجزء الثاني جاء تحت عنوان “تحولات اقليمية”،  وقد خُصِصَ  لمناقشة التحولات الجارية في النظم الاقليمية، حيث تناولت جلساته مواضيع راهنة على غرار الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على الأمن الأوروبي والوضع الأمني بأفعانستان وما شهدته مؤخراً من تطورات.

كما تم إلقاء الضوء على التهديدات الأمنية بالساحل الافريقي والاتفاق النووي الايراني اضافة لموضوع العلاقات بين الشرق والغرب والتحولات الجارية بالشرق الاوسط ومنطقة القرن الافريقي وسيناريوهات الصراع والتعاون بالمنطقة.

من جهة أخرى، ناقش المشاركون في هذا الجزء موضوع النظام والأمن الإقليميين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأزمة الديمقراطية وتداعياتها في الغرب والعالم.

  • فعاليات اليوم الثالث :

اليوم الثالث جاء تحت عنوان “أوروبا”، تناول بشكل خاص القضايا الراهنة بأوروبا، حيث شملت الجلسات النقاشية موضوع الجغرافيا السياسية لأوروبا وأهمية منطقة البلقان الجيوسياسية، ومتسقبل التعاون والاندماج الأوروبيين والسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية علاوةً على تحديات وآفاق المساءلة والعدالة الانتقالية، وعلاقة الديمقراطية بالرقمنة.

خاتمة :

 يطلق البعض على مؤتمر ميونيخ للأمن تسمية “دافوس للدفاع” ، وذلك نظراً لأهميته بوصفه منصة غير رسمية للحوار يتم خلالها مناقشة قضايا دولية راهنة ومشاركة الأطراف المشاركة لمواقفها ورؤيتها للتحديات الدولية التي يواجهها العالم.

بخصوص نسخة هذا العام، فقد جاءت في سياق استثنائي ومميز بحكم تصاعد حدة التوتر في شرق أوروبا وتباين وجهات النظر بين القوى الكبرى بخصوص الأزمة الأوكرانية، وهو ما جعلها تركز بشكل خاص على مستقبل الأمن والتعاون والتنمية بأوروبا.

 كما يأتي مؤتمر ميونيخ للأمن هذه السنة في ظل تنامي التهديدات الأمنية الناعمة على غرار التغير المناخي، الحرب الالكترونية وغيرها من التحديات التي تتطلب عملاً دولياً أكثر فعالية وتنسيقاً مستمراً بين مختلف الفواعل لاسيما القوى الكبرى والمنظمات الدولية والاقليمية.

Abdelssami Gasmi
Junior Researcher

abdelssami@ifpmc.org

الهوامش:

[1] About MSC, MSC official website, accessed on 21/20/2022 at : https://bit.ly/3p0a8va

[2] Ibid.,

[3] أسباب الأزمة الأوكرانية.. وسيناريوهات الغزو الروسي، الخليج، 16/02/2022/ شوهد في 21/02/2022 ، في : https://bit.ly/3v1tAeN

[4] Source: Ukraine and Russia explained in maps and charts, ALJAZEERA, accessed on 21/02/2022 at : https://bit.ly/3JH5IBg

[5] Munich Security Conference 2022 Agenda, MSC official website, accessed on 21/02/2022 at: https://bit.ly/34RhrhX

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories