asd

  قمة مجموعة العشرين G20 ..صعوبات اعادة بناء الاقتصاد الدولي

Related Articles

        قمة مجموعة العشرين G20 ..صعوبات اعادة بناء الاقتصاد الدولي

د.رنا خالد 

رئيسة الباحثين في منتدى صنع السياسات

           للمرة الاولى في التاريخ تنعقد قمة مجموعة العشرين الاستثنائية عبر تقنية التواصل عبر الشبكات. وبينما اعتبرها البعض خطوة تعكس الحداثة والتوعية بمخاطر وباء كورونا المستجد على الجميع دون استثناء، اعتبرها اخرون ظرفاً استثنائياً فوت فرصة اجتماع قادة الدول تحت سقف واحد في ظل تصاعد حدة الصراع بين قادة دول العالم هذه الصراعات عادة ما يمكن تخفيفها عن طريق الكيمياء الشخصية بين القادة فى القمة.

وفي العموم نجحت المملكة العربية السعودية في عقد هذه القمة في هذا الظرف الاستثنائي،والقى العاهل السعودي خطابه امام شاشات جمعت قادة الدول والمنظمات الدولية المشاركة في هذه القمة الاستثنائية فى مقدمتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين ، والمستشارة الالمانية انجلا ميركل ، إلى جانب مملكة إسبانيا والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية سنغافورة وجمهورية سويسرا الاتحادية، كما يشارك 9 منظمات دولية  كبرى هى منظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، ومجموعة البنك الدولي، والأمم المتحدة، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية.

 اضافة الى ممثلي المنظمات الإقليمية ،جمهورية فيتنام الاشتراكية بصفتها رئيسا لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وجمهورية جنوب أفريقيا بصفتها رئيسا للاتحاد الأفريقي، ودولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيسا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية رواندا بصفتها رئيسا للشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا.

وقد أجمع قادة مجموعة العشرين، على أن حماية الأرواح والتصدى لتداعيات وباء كورونا، الالتزام باستعادة الثقة فى الاقتصاد العالمى وتحقيق النمو، وأكدوا على أهمية شفافية البلدان فى طرح البيانات الصحية لديهم وفي وضع السايات الكفيلة باحتواء هذا لاوباء والتخفيف من اثاره الاصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية .

ايضا تعهدت قمة الG20  على على ضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، كجزء من السياسات المالية والتدابير الاقتصادية وخطط الضمان المستهدفة لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية لجائحة كورونا. كذلك رحب القادة بالخطوات التي اتخذها كل من صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لدعم الدول التي تحتاج مساعدة حيث دعا المقرضون إلى تعليق مدفوعات الديون من هذه البلدان، وطلبوا من قادة مجموعة العشرين تكليف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بإجراء التقييمات اللازمة التي تتمتع البلدان على عاتقها بحالات ديون لا يمكن تحملها ومتطلبات تمويل فورية.

وانتهى البيان الختامي بضروة باتخاذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة والعمل على ضمان التمويل الملائم لاحتواء الوباء وحماية الأفراد، وخصوصًا من هم أكثر عرضة للخطر. ومشاركة  المعلومات بصورة آنية وشفافة، وتبادل البيانات المتعلقة بعلم الأوبئة والبيانات السريرية، ومشاركة المواد اللازمة لإجراء البحوث والتطوير، وتعزيز الأنظمة الصحية العالمية، ويشمل ذلك دعم التطبيق الكامل للوائح الصحية الدولية لعام 2005م الخاصة بمنظمة الصحة العالمية. وسوف نوسع القدرات الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد على الإمدادات الطبية وضمان إتاحتها على مدى واسع وبأسعار ميسورة وبما يقوم على مبدأ الانصاف في المناطق التي تكون بأشد حاجة لها وبأسرع ما يمكن. كما شدد على أهمية التواصل العام المسؤول خلال هذه الأزمة الصحية العالمية. وتكليف وزراء الصحة لدول مجموعة G20 بالاجتماع حسب ما تقتضيه الحاجة.

اجمع العديد من خبراء الاقتصاد على ان قمة العشرين لهذا العام لم تستطع في الواقع ان تجيب على سؤال اساسي وهو كيف سوف تلزم قادة هذه الدول بتعهداتهم وهم يعرفون بان لا جدوى من بحث التكاتف العالمي امام عزم واصرار القوى الاقتصادية الكبرى والاقليمية من الاستمرار في نهج اعطاء الاولوية لاقتصاد الداخل. حيث تحدث هاري برودمان، رئيس ممارسة الأسواق الناشئة، في مجموعة «بيركلي» للأبحاث الأميركية،ومستشار البنك الدولي لشؤون الصين ، إن لب هذه المشكلة ليس اقتصادياً كما حدث في عام 2008، بل هو انهيار في الصحة العامة.. يمكنك صرف كل الأموال في العالم، ولكن مجموعة العشرين تحتاج إلى الحديث عن تمويل وتوزيع أجهزة التنفس الصناعي واللقاحات. أنهم بحاجة إلى مسؤولين في مجال الصحة العامة بقدر ما يحتاجون إلى وزراء مالية.

جيم أونيل، المستشار السابق لديفيد كاميرون في مجال الأوبئة صرح اليوم لصحيفة الغارديان ، إن استثمار مجموعة العشرين بقيمة 20 مليار جنيه إسترليني يمكن أن يمول تطوير علاجات كوفيد-19، ولكن لا يوجد اي ضمانات لذلك.

ايضا خلفية القمة نفسها لا تبدوا مشجعة حيث ان هناك حاليا الكثير من الاصابع التى تشير الى نشأة صراع بين الصين والولايات المتحدة ، اكبر اقتصادين فى العالم وان هناك توترا ايضا حول الدور الصينى فى تقديم المساعدات الطبية حيث كانت الولايات المتحدة من الناحية التاريخية لتلعب هذا الدور . وهناك أيضاً صراعات اقتصادية بين منتجي الطاقة بما في ذلك صراع أسعار النفط بين روسيا والسعودية.

ومن المرجح أيضا أن تعكس القمة حقيقة أن القرارات المتعلقة بتحفيز الطلب من المرجح أن تتخذ على المستوى الوطني أو ربما الإقليمي، ولكن لاوجود لملامح اتفاق اقتصادي بين القوى الاقتصادية الكبرى بل على العكس حيث سادت الخلافات العميقة اجتماع مجموعة السبع الاوربية الاسبوع الماضي حيث استهلت المفاوضات باتهام وجهه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الصين مرة أخرى بالتستر على تفشي المرض في ووهان، ثم الانغماس في “حديث مجنون” بأن الولايات المتحدة أرسلت الفيروس إلى الصين. وافادت الانباء ان اجتماعا فعليا لوزراء خارجية مجموعة السبع يوم الاربعاء لم يتمكن من الاتفاق على بيان مشترك بعد ان طالبت الولايات المتحدة باشارات الى ” فيروس ووهان ” فى البيان. دعت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وست حكومات أخرى في منطقة اليورو إلى إصدار ديون أوروبية مشتركة لتمويل مكافحة الفيروس التاجي، ولكن برلين تقاوم ذلك باعتباره خطوة سابقة لأوانها. وإلى أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على خطواته الخاصة، فمن غير المرجح أن يقوم باستثمار كبير لمساعدة العالم الأوسع نطاقاً.

اذن وباء كورونا اصاب الاجماع الدولي بالتهاب خطير ويبدوا ان الوعود والنوايا الطيبة التي يقدمها قادة العالم الكبارشفهياً لن تكون مجدية في ابطاء انحدار الاقتصاد العالمي السريع نحو الهاوية. الواقع القاسي الذي تعيشة شعوب العالم  بات يفرض تفتيتاً للأطر التقليدية في مواجهة الازمات الاقتصادية واختراع حلول تجريبة غير مسبوقة والتحلي بالشجاعة للقيام بالمجازفات المحسوبة وليس الاحتماء خلف المؤسسات والمؤتمرات والقمم الدولية التي اصبحت بكل الاشكال عن تحقيق الاجماع.

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories