قمة مجموعة السبع تحاصر الرئيس ترامب

Related Articles

قمة مجموعة السبع تحاصر الرئيس ترامب

د.رنا خالد 

  IFPMC رئيسة الباحثين في منتدى صنع السياسات

في وسط موجة الانتقادات الموجهة للقيادة العالمية لأميركا، عقد ترامب الاجتماع الخاص لقادة مجموعة السبع، وهي تجمع يضم أساساً الاقتصادات الغربية الرائدة والقوية باستثناء روسيا والصين على حد سواء. ويبدو ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب  قد وجد نفسه معزولاً بين القادة الغربيين في قمة مجموعة السبع الافتراضية G7 حيث أعربوا عن دعمهم القوي لمنظمة الصحة العالمية بعد اعلنت الولايات المتحدة تعليق تمويلها للمنظمة. وقد جاء قرار الرئيس الامريكي في اقاف تمويل منظمة الصحة العالمية على اساس إنها وضعت مخزوناً كبيراً جداً من الضمانات التي قدمتها الصين بعد ظهور الفيروس هناك في أواخر العام الماضي.هذا ويذكر ان بان وزراء الصحة فى جميع انحاء العالم  قد نددوا بقرار الرئيس الامريكى بوقف تمويل بلاده للوكالة الدولية.

وبعد المؤتمر الذي استمر ساعة مباشرة، قال متحدث باسم أنجيلا ميركل إن المستشارة الألمانية قالت إن “الوباء لا يمكن التغلب عليه إلا باستجابة دولية قوية ومنسقة”. وقال المتحدث ان ميركل “اعربت عن دعمها لمنظمة الصحة العالمية ولعدد من الشركاء الاخرين”. ومن جهته ايضاً قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو “هناك حاجة إلى التنسيق الدولي، ومنظمة الصحة العالمية جزء مهم من هذا التعاون كما أعلنت مؤسسة غيتس عن تبرع إضافي بقيمة 150 مليون دولار (120 مليون جنيه إسترليني) في خطوة رحبت بها منظمة الصحة العالمية.ويبدو ان الاتحاد الاوربي ايضا قد ارسل رد قاسي لادارة الرئيس ترامب من خلال التأكيد على أن “التعددية يجب أن تكون في صميم العمل”. وفي مؤتمر منفصل بالفيديو مع نظرائه الدوليين، وصف وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، منظمة الصحة العالمية بأنها “العمود الفقري لمكافحة الوباء”وقال ” انه لا معنى له الان التشكيك فى قدرة منظمة الصحة العالمية على العمل او اهميتها ” .

ولايزال البيت الابيض يصر على وجود تأييد للانتقادات الامريكية لمنظمة الصحة العالمية فى دعوة مجموعة السبع وان ان الكثير من المحادثات بين زعماء القمة تركزت على افتقار منظمة الصحة العالمية الى الشفافية وسوء الادارة المزمن لوباء كورونا العالمي. والحقيقة ان العديد من قادة مجموعة السبع اتفقوا على ان هنالك حاجة إلى إجراء مراجعة شاملة وعملية إصلاح. وهناك قادة آخرون في مجموعة السبع يشككون في جوانب من دور منظمة الصحة العالمية وخاصة دور المنظمة حيال استجابة الصين للفايروس كورونا المستجد، ولكن رغم هذه الانتقادات التي يوجهونها الى المنظمة الا انهم متفقين وبقوة على ان موقف الولايات المتحدة في مواجهة وتعطيل قيادة منظمة الصحة العالمية لملف الوباء والعالم في وسط ذروة انتشار الوباء، يعد امر خاطئ ويعرض الجهود العالمية لمواجهة هذه الكارثة الصحية الى الخطر.

وقد مثل وزير الخارجية البريطاني دمينيك راب الحكومة البريطانية في اجتماع مجموعة السبع بعد ان تغيب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عنها بسبب اصابته بفايروس كورونا وهو لايزال يقضي فترة نقاهة بعد خروجه من المستشفى الاسبوع الماضي. وقد عبر الوزير راب عن موقف المملكة المتحدة الداعم لاجراء اصلاحات شاملة في عمل منظمة الصحة العالمية ولكن ليس الان بل يجب اختيار الوقت المناسب لذلك ،وقال إنه بمجرد السيطرة على فايروس كورونا يجب ان يقف زعماء العالم لمراجعة جميع الاخطاء واضاف انه لايمكننا أن نعمل كالمعتاد ويجب أن نطرح الأسئلة الصعبة حول كيفية حدوثها، واضاف نه يتعين القيام بغطسة عميقة ومراجعة الدروس بما فيها تفشى الفيروس .لكنه دعا إلى مراجعة متوازنة للجهود العالمية لمواجهة الكوارث الصحية مشدداً على ن هذا يجب أن يكون مدفوعاً بالعلم. هذا ويذكر ان المملكة المتحدة قد زادت هذا الشهر مساعداتها لمنظمة الصحة العالمية، وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية ،ويبدوا بأن منظمة الصحة العالمية تشارك في جهد دبلوماسي دقيق مع المسؤولين البريطانيين للسماح للصين بمساعدة الحكومة البريطانية في جهودها لمكافحة ازمة كوفيد -19 .

ويبدوا ان الحلفاء الاوربيين ينظرون الى ترامب بانه يخوض معركة  لانقاذ رئاسته وايضاً انقاذ الزعامة العالمية للولايات المتحدة لذلك فهو يحول المعركة ضد وباء كورونا المستجد الى معركة للقوة والنفوذ ضد الصين، وهم لايريدون ان يكونوا طرفاً في هذا الصراع.من جهتها فان  ادارة الرئيس الامريكي تعرف بان جانب مهم من معركتها المقبلة مع الصين يعتمد على استمرار التعاون والشراكة مع الحلفاء الاوريين. ولكن قمة مجموعة السبع اكدت ان الولايات المتحدة تواجه تصدعات عميقة وتباين كبير في وجهات النظر والمواقف بينها وبين الحلفاء.فعدى عن ما ذكرناه سابقاً من موقف الاتحاد الاوربي الداعم لمنظمة الصحة العالمية، سبق وان تعرض ترامب لضربة قوية من قبل قادة مجموعة السبع الستة الآخرين عندما رفضوا قبول بيان سابق صاغته الولايات المتحدة كانت تريد أن يصف بيان مجموعة السبع الفيروس التاجي بأنه فيروس ووهان في محاولة لتحميل الصين مسؤولية الركود الاقتصادي العالمي المقبل. لكن البلدان الست الأخرى ـ اليابان وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا ـ رفضت ذلك.

اخيرا ، يبدو ان قمة G7 كانت مليئة بالانشقاقات ولكن زعماء القمة اتفقوا على تخفيف محدود لديون الدول المنخفضة الدخل ، فى اشارة الى القلق من ان الوباء يمكن ان يلحق دمارا باقتصاديات الدول النامية . ولكن المعونة المقدمة من مجموعة السبع كانت لمدة عام واقتصرت على الفائدة، بدلاً من المساعدات الرئيسية. والمساعدة مشروطة بدعم أوسع لهذا الإجراء من مجموعة العشرين. وتناقش مجموعة العشرين خطة لتعليق الديون تغطي حوالي 18 مليار دولار من المدفوعات.

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories