asd

قمة غلاسكو للمناخ… السياقات والمخرجات

Related Articles

قمة غلاسكو للمناخ… السياقات والمخرجات

الاستاذ قاسمي عبدالسميع

باحث بمنتدى صنع السياسات

IFPMC- LONDON

November 2021

مقدمة:

انعقدت بين الفاتح من نوفمبر والثاني عشر من ذات الشهر قمة COP26 بمدينة غلاسكو تحت اشراف الأمم المتحدة و بتنظيم بريطاني إيطالي مشترك. حيث عرفت القمة مشاركة واسعة لعدد كبير من الدول والهيئات الدولية لمناقشة عدد كبير من القضايا المتعلقة بالمناخ وتفعيل بنود اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للمناخ.

في هذا السّياق، تهدف هذه الورقة لإلقاء الضوء على أهداف القمة وأهم سياقاتها ومخرجاتها.

  1. نبذة عن القمة وأهدافها:

مؤتمر غلاسكو لتغير المناخ 2021 ، أو COP26 ، هو مؤتمر دولي تستضيفه الأمم المتحدة من 1 إلى 12 نوفمبر 2021 في غلاسكو ، اسكتلندا، بتنظيم مشترك بين بريطانيا وإيطاليا. وتعتبر قمة غلاسكو بمثابة مواصلة للقمم السّابقة حيث تعتبر الطبعة السادسة والعشرين للأطراف. وتجمع  القمة كل الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

تتمثل أهم أهداف القمة فيما يلي :

  • نحو الوصول بصافي الانبعاثات إلى الصفر بحلول منتصف القرن؛
  • التكيف لحماية المجتمعات والتنوع البيولوجي؛
  • استقطاب التمويل؛
  • ترسيخ العمل الدولي الجماعي كآلية لبلوغ الأهداف.

  1. سياقات القمة:

تأتي قمة غلاسكو للمناخ في سياق مميّز عن سابقاتها بحكم عدد من العوامل والتغيرات التي شهدتها مؤخراً الساحة الدولية، حيث تأتي بعد قرابة الأسبوع من انعقاد قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بالعاصمة السعودية الرياض، والتي تم التأكيد خلالها على ضرورة تعاون الدول المشاركة خلال قمة غلاسكو على نحوٍ يخدم مصالحها. إضافة لذلك، تأتي القمة مباشرة بعد انعقاد قمة روما لمجموعة العشرين، التي عرفت تبايناً واضحاً في وجهات النظر بين القوى الكبرى حول قضية المناخ[1].

وعلى العموم، موضوع المناخ أصبح يحظى بأهمية كبيرة في أجندة منظمة الأمم المتحدة، ولا يكاد يخلو تدخل واحد لأمينها العام أنطونيو غوتيرش من الحديث عن ملف المناخ والتنوع البيولوجي، كما أضحت منظمات غير حكومية عديدة تضغط على صناع القرار، لاسيما في الدول الغربية، بهدف تطبيق بنود اتفاقية باريس للمناخ والعمل الجاد على التقليل من الانبعاثات الغازية[2].

من جهة أخرى، تأتي القمة في سياق الجائحة وبداية مرحلة التخطيط لمرحلة ما بعد الوباء، والتي من بين أهم معالمها حسب خطة منظمة الأمم المتحدة هي مواجهة خطر المناخ بوصفه تهديداً دولياً وأحد محاور الانتقال نحو اقتصاد أخضر ونظام دولي مستدام أكثر فعالية في مواجهة الأزمات[3].

  1. أبزر مخرجات القمة :

دامت فعاليات القمة 12 يوماً، تم خلالها مناقشة مواضيع عدّة شملت جميع جوانب ملف المناخ والبيئة[4]، وهو ما يعكس إلى حد كبير ادراك صناع القرار لحجم الخطر المُنجر عن تجاهل آراء الخبراء والباحثين وتهاون الدول الصناعية الكبرى في احترام اتفاقية باريس.

رغم ذلك، شهدت القمة عدة مُخرجات يمكن إيجازها على النحو الآتي :

1.3 اتفاق صيني أمريكي :

على هامش قمة المناخ وفي خطوة لقيت دعم وترحيب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، توصلت الصين والولايات المتحدة، الدولتين الأكثر تلويثاً للمناخ[5]،  إلى “إعلان مشترك حول تعزيز التحرك حيال المناخ”. حيث صرَّح الموفد الصيني “يقر الطرفان بالفارق القائم بين الجهود الحالية وأهداف اتفاق باريس، وبالتالي سنعمل معا على تعزيز التحرك حيال المناخ”. مشددا على أن الاتفاق “يثبت أن التعاون هو السبيل الوحيد للصين والولايات المتحدة”.

هذا وقال الموفد الصيني إن “على الصين والولايات المتحدة بصفتهما القوتين الكبريين في العالم، أن تتحملا مسؤولية العمل معاً ومع الأطراف الآخرين لمكافحة التغير المناخي”. في المقابل، أعرب جون كيري عن ارتياحه لـ”خارطة الطريق” الرامية إلى تحديد “الطريقة التي سنعتمدها للحد من الاحتباس الحراري والعمل معاً لتحقيق الطموحات على صعيد المناخ[6].

2.3 التعهد بوقف إزالة الغابات بحلول عام 2030 :

من أولى التعهدات التي قطعها أكثر من 100 من قادة دول العالم. هذه الأخيرة التي تعهدت بوقف إزالة الغابات وعكس مسار التصحير، تمتلك أكثر من 85% من غابات العالم. وبالتالي، غالبية البلدان التي تضم غابات الأمازون لا سيما البرازيل، شاركت هذا التعهد باستثناء بوليفيا وفنزويلا.

في هذا السياق، حظي التعهد بدعم يصل إلى 16.5 مليار يورو من الأموال العامة والخاصّة، على أن يكون هذا التعهد أكبر إجراء عملي يُتخذ على الإطلاق لحماية غابات الكوكب[7].

  • التعهد بالحد من انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30٪ بحلول عام 2030 :

علاوة على ذلك، تعهدت أكثر من 100 دولة، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، بالعمل على الحد من انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30 % بحلول عام 2030. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أنها المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يَعقد فيها مؤتمر المناخ حدثا كبيرا ضمن فعالياته حول غاز الميثان بحضور 15 دولة من أكبر الدول المتسببة بهذه الانبعاثات في العالم. وحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فإن الغازات المُسَبِبَة للاحتباس الحراري مسؤولة عن ما يقدر بنحو 30% من الاحتباس الحراري منذ بداية الثورة الصناعية[8].

4.3 تعهد الحكومات والشركات بضمان التمويل اللازم لمكافحة التغير المناخي:

تقود المبادرة كل من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وتحظى بدعم أكثر من 30 حكومة. كذلك كانت اسكتلندا الدولة المضيفة للقمة من أوائل المتعهدين، فقد تعهدت بتمويل دول الجنوب في قضية تأثيرات تغير المناخ. تعهدت بنحو مليون جنيه إسترليني لمواجهة خسائر المناخ والأضرار[9].

كما قدّم صندوق بيزوس للأرض وعداً بالمساهمة بملياري دولار لمكافحة التغير المناخي، كما أفصحت بعثة الابتكار الزراعي للمناخ (AIM for Climate) عن تقديم 4 مليارات دولار للزراعة الذكية مناخيا وأنظمة الغذاء على مدى السنوات الخمس المقبلة[10].

خلاصة:

قمة المناخ بغلاسكو جاءت على عكس سابقاتها في سياقٍ استثنائي نسبياً، ما فرض على صناع القرار وعلى رأسهم القوى الكبرى بضرورة الالتزام بالتعاون المتعدد الأطراف لمواجهة قضية المناخ، وهو ما تمخَضَ عنه اتفاق صيني أمريكي لقي ترحيباً واسعاً. كما عرفت القمة عدة مخرجات تتعلق بحشد التمويل اللازم لمكافحة التغير المناخي وتنسيق الجهود للعمل على الحد من انبعاثات الغاز عملاً باتفاقية باريس للمناخ.

عموماً، يبقى التحدي القائم دوماً يتعلق بمدى التزام الدول بمضمون هذه الاتفاقيات والمخرجات، فالمتتبع لسيرورة التعاون الدولي بخصوص المناخ يجد أن النصوص الدولية والمؤتمرات الدورية غير كافية لوحدها لبلوغ الأهداف المنشودة.

Gasmi Abdelssami

Junior Reasearcher

Email: abdelssami@ifpmc.org

الهوامش:

[1]   قمة مجموعة العشرين: اتفاق على إصلاح ضريبي دولي والشكوك مستمرة بشأن الالتزمات المناخية، فرانس 24، 30/10/2021، شوهد في : 31/10/2021، في : https://bit.ly/3bp98JG

[2]  المرجع نفسه،

[3] United Nations comprehensive response to Covid-19, UN, September 2020, p. 06

[4]  بالتفاصيل.. أجندة قمة غلاسكو لمكافحة التغير المناخي، سكاي نيوز، 31 أكتوبر 2021، شوهد في 12 نوفمبر 2021، في : https://bit.ly/3om4BOn

[5]  تعتبر الصين الدولة الأولى عالميا من حيث انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة، تليها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية. ويمثل البلدان معا حوالي 40 بالمئة من إجمالي التلوث بالكربون.

[6]  قمة كوب 26: الصين والولايات المتحدة تتوصلان إلى اتفاق “مفاجئ” لتعزيز التعاون المناخي، فرانس 24، 11/11/2021، شوهد في 12/11/2021، في : https://bit.ly/3Hctl46

[7]  قمة المناخ COP26: ستة مخرجات بينها تعهدات مناخية كبرى في ختام اليوم الثاني، يورو نيوز، 03/11/2021، شوهد في 12/11/2021، في : https://bit.ly/3Dm7nco

[8]  المرجع نفسه،

[9]  المرجع نفسه،

[10]  المرجع نفسه،

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories