تأثير فايروس كرونا على نفقات الرعاية الصحية

The Economist مقال مجلة

22 May 2020

 Training Manager of the IFPMC ترجمة بتصرف :نور الكردي

على عكس المتوقع ، انخفض الإنفاق على الرعاية الصحية في بعض البلدان خلال وباء فيروس كورونا. ومن المتوقع أن يبدأ الانتعاش في أواخر عام 2020 وأن يتزايد في عام 2021.

-الإنفاق على الرعاية الصحية عبر أكبر 60 اقتصادا في العالم بنسبة 1.1٪ بالدولار الأمريكي في عام٢٠٢٠ سينخفض و سيعكس هذا جزئياً تعزيز الدولار.

-أدت المعركة ضد الفيروس التاجي الجديد (Covid-19) إلى انخفاض حاد في شروط الإنفاق على المواطن مع إلغاء الرعاية غير ضرورية وتجنب المرضى المستشفيات والعيادات. ومع ذلك، فإننا نتوقع أن يتعافى الإنفاق على الرعاية لغير الحاملين للفايروس  في وقت لاحق من العام.

-سيستمر التعافي في عام 2021 ، عندما سيرتفع الإنفاق على الرعاية الصحية بنسبة 5.5٪ بالدولار ومن المحتمل أن تتوافر اللقاحات والعلاجات الفعالة لفيروس كورونا خلال العام ، مما يتطلب نفقات إضافية. في معظم فترات الركود ، تعد الرعاية الصحية من أكثر القطاعات مرونة وذلك حسب الاستطلاعات التي تجريها الإيكونوميست حيث يحسب على  عام 2009 ، وسط الأزمة المالية العالمية ، تم الإنفاق على الرعاية الصحية في أكبر 60 شركة في العالم  و ارتفعت الاقتصادات بنسبة 2.8٪ بالدولار الأمريكي. كان هذا تباطؤًا حادًا عن النمو الذي شهدناه من قبل الأزمة ، ولكن أيضًا كان هناك تناقضًا حادًا مع انخفاض بنسبة 1.8٪ في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي. ومع ذلك ، فإننا نتوقع هذا العام الركود سيكون مختلفا. بينما نتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بشكل حاد في عام 2020 ، ويتوقع أن ينخفض الإنفاق على الرعاية الصحية بنسبة 1.1٪ بالدولار.

تبدو هذه التوقعات غير بديهية ، نظرًا لأن الانكماش الاقتصادي لهذا العام قد تسببت فيه  طوارئ الرعاية الصحي لجائحة الفيروس التاجي. ومع ذلك ، فأن الحكومات والرعاية الصحية والمدراء  قاموا بضخ الموارد والتمويل لمكافحة الفيروس ، وفي كثير من الحالات تم إلغاء أو تقليل الرعاية غير العاجلة . في غضون ذلك ، يحجم المرضى عن الذهاب

إلى المستشفيات أو العيادات ، إما لأنهم يخشون من الإصابة بالفيروس التاجي ، أو لأنهم قلقون لوضع عبء إضافي على العاملين في مجال الرعاية الصحية. العديد من المستشفيات وقسم الطوارئ وعيادات الأطباء تشير  إلى أن عدد المرضى أقل بكثير من المعتاد ، في حين أن زيارات أطباء الأسنان واصبحت شبه مستحيلة في البلدان التي تعاني من عمليات الإغلاق

  ان الآثار المالية والتوظيف للشركات  كانت اثارها كبيرة وواضحة  في البلدان التي لديها نسبة كبيرة من الرعاية الصحية الخاصة. في الربع الأول من عام 2020 تقلص الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة

4.8٪ ، مع ركود مدفوع جزئياً و بانخفاض 18٪ على أساس سنوي في الإنفاق على الرعاية الصحية.و بحلول أبريل ، الأثر كان محسوسًا في سوق العمل، مع انخفاض التوظيف في قطاع الرعاية الصحية بمقدار 1.4 مليون خلال شهر ، وفقا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي. تم عكس هذا النمط في الصين ، حيث انخفض إنفاق المستهلكين على الرعاية الصحية في الربع الأول من عام 2020 بنسبة 10.2٪ في العام ، مما سرع من انخفاض إجمالي الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 9.2٪. و في البلدان التي يهيمن عليها تمويل الرعاية الصحية العامة او الحكومية، لم يحدث انخفاض في استخدام الرعاية الصحية بعد.

في البلدان التي يهيمن عليها تمويل الرعاية الصحية العامة ، لم يحدث انخفاض في استخدام الرعاية الصحية بعد

ولكنه أظهر فائض في الوظائف أدت الى فقدان الكثير من الموظفين لوظائفهم – وهو أمر تم الترحيب به على نطاق واسع نظرًا للمخاوف السابقة من أن الرعاية الصحية العامة سوف تستقطب الكثير من مرضى فيروسات التاجية. كم هو الحال في المانيا حيث ان السعات الإضافية لاستقبال المرضى مجهزة بسخاء عالي ، إلى جانب الانتشار الواسع للاختبار ، يمكن القول إن البلاد ساعدت في الحفاظ على عدد كبير من الأرواح من الفيروسات التاجية الوفيات أكثر بكثير مما عليه الحال  في البلدان المجاورة – على الرغم من أنها أعادت إشعال الجدل حول ما إذا كانت البلاد بها عدد كبير من المستشفيات ام لا

في غضون ذلك ، انفقت الحكومة الفيدرالية الألمانية على الصحة والبيئة والرياضة والترفيه مبلغ   1.1 مليار يورو (1.2 مليار دولار أمريكي) في الربع الأول من العام ، وهو اكثر من ما كان عليه قبل عام حيث بلغت النفقات

 533 مليون يورو (600 مليون دولار أمريكي)  ،مع كل هذه الزيادة المحتملة على الانفاق الصحي والذي بدأ في مارس فأن الانفاق ينصب على التجارب والاختبارات حيث قلت تخصيصات الرعاية الصحية على الامراض الأخرى . وزادت على هذه التجارب واللقاحات حيث مررت ميزانية بأكثر من  من 3 مليار يورو لوزارة الصحة ، حيث ارتفعت الى  20٪ ، هذا العام ، لمساعدة البلاد على مضاعفة عدد أسرة العناية المركزة لتستوعب أكثر من  50000 مصاب

ما هو تأثير التكهنات

وبالنظر إلى هذه الديناميكيات المتناقضة ، وكذلك الشكوك التي أثارتها جائحة Covid-19 ،من الصعب التنبؤ بنفقات الرعاية الصحية لهذا العام. من المحتمل ان تكون في معظم البلدان الرعاية الصحية لغير المصابين بفايروس كرونا   متأخرة بدلاً من الغاءها .

في الصين ، حيث الوباء تحت السيطرة إلى حد كبير حيث من المتوقع ان يتعافى حاملي الفايروس من فئة Q2، قبل التطبيع في Q3 والتسارع قليلاً في Q4 ، مما سيساعد على انكماش في Q1  .

في الولايات المتحدة وفي معظم أوروبا ، من المرجح أن يتأخر الانتعاش في الإنفاق حتى الربع الثالث.

خلال عام 2020 ، نتوقع أن ينخفض ​​الإنفاق على الرعاية الصحية بشكل طفيف فقط من حيث أسعار صرف العملة المحلية الاسمية في معظم البلدان المتقدمة. في الولايات المتحدة ، على سبيل المثال ، سينخفض ​​الإنفاق على الصحة فقط 1٪ على أساس سنوي في عام 2020 (انظر الرسم البياني). بالنظر إلى أننا نتوقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي في معظم أسواق مجموعة العشرين ، سوف يرتفع الإنفاق على الرعاية الصحية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد. ومع ذلك ،وهناك سوقان في الG20  سيستمر الناتج المحلي الإجمالي لهما في الارتفاع هما : الصين وإندونيسيا. وخصوصا على الرعاية الصحية  ويتواصل الارتفاع، وإن كان بمعدلات أبطأ مما كانت عليه في عام 2019

على المستوى العالمي ، نتوقع أن يرتفع الإنفاق على الرعاية الصحية إلى 10.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، ارتفاعًا من 10.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام2019 ستختلف هذه الحصة من 16.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا الشمالية إلى 5.6٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي في الشرق الأوسط وأفريقيا. وهذا يعتمد سعر صرف الدولار الأمريكي  ،من المقرر أن يرتفع الدولار هذا العام مع بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة. مما سيؤدي ذلك إلى تقليل أثر الإنفاق على الرعاية الصحية . ان نمو الإنفاق الصحي الكبير  في آسيا سيؤدي إلى تراجع الإنفاق بالدولار في امريكا اللاتينية .

وبالنظر إلى المستقبل ، نتوقع أن يؤدي التأخير في العلاج إلى زيادة الانفاق في الرعاية الصحية في المملكة المتحدة ، على سبيل المثال ، Medefer ، مقدم الرعاية الصحية الافتراضية لخدمة الصحة الوطنية يتوقع أن قائمة الانتظار للعلاج في ال NHS   سوف تتضخم من 4.4 مليون شخص في فبراير 2020 إلى 7.2 م بحلول نهاية سبتمبر. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو البحث من جامعة لندن  Data-Can  ومركز بيانات السرطان ، يقول أن التأخير في العلاج والتشخيص يمكن أن يؤدي الى ما يقارب من 18000 حالة وفاة إضافية من السرطان.

والاهم من ذلك الى جانب الانتعاش الاقتصادي ، ان التأثير الأساسي من ركود هذا العام ، سيؤدي إلى انتعاش حاد في الإنفاق على الرعاية الصحية في معظم البلدان. إذا ذهبت جهود البحث الحالية على إيجاد اللقاح لهذا المرض مما يعني ان العديد من البلدان  ستحتاج  أيضًا إلى الإنفاق بشكل كبير على العلاجات واللقاحات الجديدة الموعودة للفايروس التاجي . وفي الوقت نفسه تماشيا مع توفير الخدمات الأخرى التي لا تشمل نفقات الفايروس التاجي .

الوباء سيسلط الضوء على الفجوات في أنظمة الرعاية الصحية التي ستكون الحكومات تحت ضغط لملامها.

ففي الصين ، على سبيل المثال ، من المرجح أن تظهر الرعاية الصحية بشكل أكبر في الخطة الخمسية الرابعة عشرة

تغطي( 2021-25) مما كانت عليه في الثالث عشر. في الوقت نفسه ، كان إصلاح الرعاية الصحية في الولايات المتحدة بالفعل القضية الرئيسية في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020 ، وباء Covid-19

زاد من الضغط. في حين أن بعض الجمهوريين المتشددين لا يزالون حريصين على إلغاء ما تبقى من  قانون الرعاية المعروف باسم Obamacare،و يحث الديمقراطيون الليبراليون على التوسع الهائل للتمويل الحكومي للرعاية الصحية. هذا الضغط جعل الرئيس دونالد تدامب عرضة للقلق ،إلى جانب الاندماج المحتمل في قطاع الرعاية الصحية وسط أزمة هذا العام ، من المرجح أن يدفع الإنفاق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة صعودًا حادًا في عام 2021. إلى جانب انتعاش العملة في مناطق أخرى ، مما سيؤدي هذا إلى تحفيز النمو على المستوى العالمي. عبر 60 دولة

نتوقع ارتفاع إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية بنسبة 5.5٪ بالدولار الأمريكي في عام 2021 ، على غرار معدل عام 2018 ولكنه سيكون أسرع من أي سنة أخرى منذ الأزمة المالية العالمية

https://pages.eiu.com/rs/753-RIQ-438/images/covid19-the-impact-on-healthcare-expenditure.pdf?mkt_tok=eyJpIjoiT1dOak5ESXdaR0kyWVdReCIsInQiOiJ3TlhFbW9oMFVkaGZLVTZcL2lKS3dZcHRpNkVMRTNuXC91NUdYdHZxNURmUmZ3Ulk0dDhHWnBqTnoyck53ajVLQWtRSmVIRGtMSXFOcFwvN25qd3BQRkt2ZDVrNVhlSURjaFBFZkZtOUhrZlZsRWk3bkE2RFpuSzZTVEd6bFVFeWhWUSJ9