asd

المؤتمر الإقليمي الـ36 للشرق الأدنى لمنظمة الفاو …السّياقات والمخرجات

Related Articles

المؤتمر الإقليمي الـ36 للشرق الأدنى لمنظمة الفاو …السّياقات والمخرجات

الاستاذ قاسمي عبدالسميع

باحث بمنتدى صنع السياسات

IFPMC- London

February 2022

مقدمة:

استضافت العاصمة العراقية بغداد يومي السّابع والثامن من شهر فبراير الماضيين النسخة ال36 من لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الإقليمي للشرق الأدنى، حيث جاءت نسخة هذا العام تحت عنوان “التعافي ومعاودة التشغيل: الابتكار من أجل نظم غذائية زراعية أفضل وأكثر اخضراراً وأكثر قدرة على الصمود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

في هذا السّياق، تستعرض هذه الورقة أهم السياقات التي جاء فيها المؤتمر إضافة لمضمون جلساته وتوصياتها.

  1. سياقات انعقاد المؤتمر:

تنعقد فعاليات المؤتمر الاقليمي ال36 للشرق الأدنى على مرحلتين، حيث تعتبر فعالياته المنعقدة بالعاصمة العراقية امتداداً لاجتماع جمع كبار المسؤولين للدورة ال36 افتراضياً بين 10 و 13 يناير 2022.

ولاشك أنّ رغبة العراق في استضافة المؤتمر تندرج ضمن جهود العراق الدبلوماسية الرامية إلى تنشيط دور العراق اقليمياً ودولياً، حيث أن المتتبع للشأن العراقي يجد أن بغداد استضافت مؤخراً عدة فعاليات أهمها مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عرف مشاركة عدة رؤساء وقادة دول عربية وأوروبية[1]، وهو ما أكدته صفية السهيل سفيرة بغداد في روما ومندوبة العراق لدى وكالات الأمم المتحدة في إيطاليا، بقولها أن ” العراق نشّط دوره الدبلوماسي وتمثيله المتعدد الأطراف لدى المنظمات الأممية وأن استضافة بلادها للمؤتمر تثبت أن العراق تحول إلى نقطة التقاء دولي وإقليمي”[2].

بخصوص المؤتمر الاقليمي ال36 للشرق الأدنى لمنظمة الفاو ، فهو يأتي في ظل تداعيات الجائحة الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع معدلات النمو السكاني في المناطق الحضرية بدول المنطقة وشح الموارد المائية وتعاظم التهديد البيئي والتغير المناخي. وهو ما يتطلب حسبَ القائمين على المؤتمر إحداث تغييرات وتحولات عاجلة في النظم الغذائية الزراعية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا قصد ضمان نمط غذائي صحي لسكان المناطق الحضرية[3].

  1. جلسات المؤتمر:

على مدار يومين ، ناقش المشاركون في المؤتمر جملة من القضايا والتحديات المتصلة بالأمن الغذائي والأنماط الصحيّة، مكافحة التصحر وتغير المناخ، تنمية الأرياف وتحقيق التنمية المستدامة.

  • فعاليات اليوم الأول :

شهد اليوم الأول من المؤتمر انعقاد عدة جلسات للتطرق إلى عدد من القضايا والمواضيع المتعلقة بمستقبل نظم الأغذية الزراعية في المنطقة. حيث تهدف هذه الجلسات النقاشية الرفيعة المستوى إلى تقريب وجهات النظر وخلق تصور مشترك حول آليات العمل الرامية لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة والعالم.

وقد ناقشت الجلسات النقاشية باليوم الأول من المؤتمر المواضيع التالية :

  • الأمن الغذائي والأنماط الصّحية للجميع من أجل تغذية أفضل وحياة أفضل: ناقشت العلاقة بين الأمن الغذائي وصحة الأفراد بالمنطقة، حيث أبرز المشاركون خلالها مشكلة سوء التغذية، ارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة والأمراض غير المعدية ، ومشاكل النمو عند الأطفال دون سن الخامسة، والنقص في المغذيات الدقيقة، مشيرةً أن النزاعات والوضع الأمني بالمنطقة كان من بين الأسباب الرئيسية وراء ذلك.
  • بناء مجتمعات ريفية قادرة على الصمود من أجل إنتاج أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل: بحثت هذه الجلسة في اشكالية ضعف الخدمات الأساسية والبنية التحتية المنتِجة ، وتدني فرص الابتكار والعمل بالمناطق الريفية. إضافة إلى تأثيرات وتداعيات النزاعات والكوارث المرتبطة بالمناخ والآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود وجائحة كوفيد-19 والصدمات الاقتصادية التي أدت إلى تفاقم المستويات المرتفعة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
  • التعافي الأخضر والعمل المناخي من أجل إنتاج أفضل وبيئة أفضل: تطرقت إلى تحدي المناخ والتأكيد على أن الشرق الأدنى وشمال افريقيا تعتبر المنطقة الأكثر ندرة في المياه والأراضي في العالم، إذ يقل فيها نصيب الفرد من المياه والأراضي الزراعية بكثير عن المتوسط العالمي، اضافة الى ابراز العلاقة بين ذلك وانعكاسات التغير المناخي التي ستزيد من تفاقم الوضع من خلال زيادة درجات الحرارة، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة تواتر حالات الجفاف، وندرة المياه[4].
    • فعاليات اليوم الثاني :

اليوم الثاني من المؤتمر الموافق للثامن من شهر فبراير 2022، شهد انعقاد فعالية جانبية تناقش أساساً العمل من أجل المناخ والفرص الإقليمية في إطار مؤتمري المناخ المقبلين المزمع انعقادهما بالمنطقة، كوب-27  (COP27) الذي سيعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية و كوب-28 (COP28) الذي سيعقد بالامارات العربية المتحدة. وقد جاءت الجلسة النقاشية المخصصة لهذا الجانب تحت عنوان “التعافي الأخضر والعمل المناخي من أجل إنتاج أفضل وبيئة أفضل” ، حيث تم التطرق فيها إلى الآليات الممكنة والمتاحة لمنظمة الأغذية والزراعة لِدعم البلدان بشكل أكثر فعالية في وضمان  تمويل مُحكَم لمبادرات المناخ والعمل المناخي.

كما تم خلال ذات الجلسة إبراز مختلف المخاطر التي تتعرض لها أنظمة الأغذية الزراعية التي تواجهها البلدان الأعضاء في ظل تغير المناخ؛ وتحديد على ضوء ذلك، الفرص التي يوفرها مؤتمرا COP27  وCOP28 لتعزيز العمل المشترك قصد دعم قطاعات الزراعة والانتاج الغذائي على نحو يسمح من تخفيف تداعيات تغير المناخ والتكيف معه بهدف توفير أنظمة غذائية وأمن غذائي أكثر استدامةً؛

  1. توصيات المؤتمر :

قدمت الجلسات النقاشية المنعقدة خلال المؤتمر قراءة موضوعية ومحيَّنة حول وضع التغذية والانتاج الزراعي بالمنطقة مع التطرق بشكل خاص إلى اشكاليات تغير والمناخ وتداعياته على ديمومة الموارد المائية وواقع الزراعة والتغذية بالمنطقة، وعلى العموم يمكن ايجاز أهم خلاصات وتوصيات المؤتمر في النقاط التالية[5]:

  • التأكيد على حاجة الدول المشاركة إلــــى :
  • تعزيز إنتاجية المياه وحوكمتها؛
  • تعزيز الإدارة المستدامة للأراضي وآليات حوكمتها للحد من تدهور الأراضي والتربة وتعزيز الحلول المنسجمة مع مبادئ التنمية المستدامة وإعادة التدوير؛
  • الحفاظ على التنوع البيولوجي؛
  • اعتماد نهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية؛
  • توسيع نطاق إجراءات التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته.
  • بخصوص بناء أنظمة غذائية زراعية ومجتمعات ريفية مرنة ، أوصت الجلسات باعتماد نهج استراتيجي شامل لإدارة المخاطر من خلال التدخلات الاستراتيجية التي تهدف إلى:

  • فهم المخاطر المتعددة واعتماد أنظمة الإنذار المبكر مع تعزيز الإجراءات الاستباقية والتأهب للطوارئ والاستجابة لها؛
  • تعزيز  ودعم إدارة مخاطر الكوارث والأزمات؛
  • الحد من المخاطر وأوجه الضعف في المزارع والمؤسسات من خلال التدخلات المناسبة مثل الزراعة الذكية مناخياً والحماية الاجتماعية والتأمين الزراعي؛
  • تعزيز نهج “الصحة الواحدة” لمواجهة جميع التهديدات البيولوجية وخاصة الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية؛
  • تعزيز التعاون الإقليمي بحكم الطبيعة العابرة للحدود للمخاطر والأخطار الرئيسية التي تؤثر على أنظمة الأغذية الزراعية في المنطقة.
  • أما في إطار جهود ومهام منظمة الأغذية والزراعة لدعم بلدان المنطقة في تعزيز الأنماط الغذائية الصحيّة، تم التأكيد على :

  • تعزيز نهج نظم الأغذية الزراعية؛
  • استخدام التجارة والاستثمار والتكنولوجيا بوصفها عناصر تدعم الأمن الغذائي وتضمن تغذية أفضل؛
  • ادراج التغذية في السياسات المتعلقة بإنتاج الغذاء والاستهلاك وآلية منح الحوافز؛
  • ضمان سلامة الأغذية وجودتها والحد من تبديدها وهدرها؛
  • تعديل نماذج الأعمال للمؤسسات الزراعية وتحسين الوصول إلى التمويل والأسواق لاسيما لفائدة فئات النساء الريفيات والشباب والمهاجرين واللاجئين، حيث تقترح  المنظمة في هذا الشأن، النظر في اعتماد جدول أعمال التحول لنظم الأغذية الزراعية الإقليمية وإنشاء مرصد إقليمي للأمن الغذائي والتغذية.

 email:  abdelssami@ifpmc.org

الهوامش:

[1] مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة : السّياقات، المُخرجات والآفاق، منتدى صنع السياسات، أوت 2021، شوهد في 16/02/2022 في : https://bit.ly/3sLxdm5

[2] سفيرة العراق لدى روما لـRT: العراق أصبح نقطة لقاء إقليمي ودولي، روسيا اليوم، 07/02/2022، شوهد في 16/02/2022 في : https://bit.ly/3JwdjT3

[3]  الدورة السادسة والثلاثون لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، 08/02/2022، شوهد في  16/02/2022 في : https://bit.ly/3gQzI1a

[4]  المرجع نفسه،

[5] المرجع نفسه،

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories