asd

القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية…..السِّياقات والمخرجات

Related Articles

القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية…..السِّياقات والمخرجات

 

قاسمي عبدالسميع*

باحث بمنتدى صنع السياسات

July 2021

مقدمة:

انعقدت في السابع والعشرين يونيو الماضي بالعاصمة العراقية بغداد، القمة الثلاثية المصرية العراقية الأردنية، أين تم التطرق على هامش اجتماعاتها لجملةٍ من القضايا المشتركة في عدة ميادين اقتصادية وسياسية وأمنية إضافة لمسائل إقليمية ودولية راهنة.

في هذا السِّياق، تستعرض هذه الورقة بإيجاز أهم سياقات انعقاد القمة ومخرجاتها مع التركيز على الجوانب المتعلقة بالاقتصاد والتنمية.

  1. نبذة عن القمة :

تعتبر القمة الثلاثية المصرية العراقية الأردنية، تقليداً دبلوماسياً تسعى الدول الثلاث لترسيخه ومأسسته.  وتعتبر القمة المنعقدة ببغداد الثانية من نوعها؛ حيث انعقدت أول قمة في أغسطس 2020 بالعاصمة الأردنية عمّان. هذه الأخيرة التي شهدت أول خطوة عملية نحو مأسسة التعاون بين الدول الثلاث من خلال تشكيل مجلس تنسيقي مشترك، إضافة  لإبرام اتفاقيات تعاون اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية في ميادين الطاقة والتجارة والاستثمار[1].

ويهدف هذا التجمع إلى تعزيز التعاون بين القاهرة، بغداد وعمّان في ظل التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ مدة، حيث تسعى الدول الثلاث لبناء تكتل متكامل على نحو يعظم المنافع ويسمح لكل طرف من الاستفادة من إمكانيات الأطراف الأخرى، وتتجلى أحد أهم مظاهر هذا التكامل في المميزات الجيوسياسية والاقتصادية لكل بلد؛ فمصر تمتلك خزاناً بشرياً هائلاً وقطاعاً خاصاً نشيطاً في عدة ميادين إضافة لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وانتمائها لحوض البحر الأبيض المتوسط، الشرق الأوسط وافريقيا، أما العراق فهو يعوّلُ ثروات باطنية حيوية أهمها البترول والموارد المائية، وبالنسبة للأردن فهي تراهن على موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يسمح لها في حال استغلالها الجيّد له من الاستفادة من العديد من المزايا في اطار التكتل الثلاثي.

  1. سياقات القمة

تجدر الإشارة أن القمة كانت مبرمجة في شهر أبريل الماضي قبل أن يتم تأجيلها نظراً للأحداث التي كان يشهدها الأردن آنذاك والتي حالت دون انعقاد القمة في وقتها[2].

وتنعقد قمة يونيو في بغداد في ظل تحولات في مسار جائحة كورونا وبداية الحديث عن كيفيات ضمان توزيع عادل للقاح المضاد لفيروس كورونا، ومرحلة ما بعد الجائحة وكيفيات التعافي من تداعياتها، وهو ما يُدركه صناع القرار للدول الثلاث وما تم الإشارة اليه في كلمة رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي في كلمته الافتتاحية[3].

عدا سياق الجائحة، يجتمع قادة الدول الثلاث في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية تشهدها المنطقة أهمها سد النهضة الاثيوبي وانعكاساته المحتملة على الاقتصاد المصري، إضافة للمطالب الاجتماعية المتزايدة بكل من الأردن[4] والعراق[5].

علاوة على ذلك، تعتبر مسائل تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب أهم القضايا الراهنة بالمنطقة، وهو ما أشار اليه كذلك القادة الثلاث لاسيما رئيس الحكومة الكاظمي؛ الذي أكدّ أن تهديد الجماعات الإرهابية لايزال قائماً والتجمع الثلاثي يجب أن يكون وسيلة مشتركة للتنسيق والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

  1. مخرجات القمة

يعتبر المجلس التنسيقي المشترك أحد أهم مخرجات القمة السابقة، والذي بفضله تم تجسيد بعض مخرجات القمة ذات الطابع التقني لاسيما في ميادين الطاقة، الاستثمار والتجارة.

بالنسبة لقمة بغداد، فقد تم التنويه لضرورة مساعدة العراق لتجاوز أزماته الراهنة، وهو ما أشار اليه وزير الخارجية المصري سامح شكري بقوله أن الهدف الأساسي من القمة هو تعزيز القدرات الاقتصادية وتحقيق التضامن مع العراق لمواجهة تحدياته الراهنة[6]. كما تم التأكيد على هامش فعاليات القمة على ضرورة استغلال كل الإمكانيات المتاحة لتعظيم المنافع، لاسيما التواصل الجغرافي ودوره في تعزيز المبادلات التجارية والاستثمار.

أما رئيس الحكومة الكاظمي فقد صرّح عقب القمة، أنه تم التركيز على الاستثمار والتعاون الاقتصادي، والاتفاق على رؤية مشتركة. حيث أكد الكاظمي أن القادة الثلاث نجحوا في الوصول إلى تصورات محددة، وهم الآن في مرحلة الوصول إلى تنفيذ هذه المشروعات، في مجالات الربط الكهربائي والزراعة والنقل، بالإضافة إلى مسألة الأمن الغذائي التي طرحها الملك عبدالله الثاني في لقاء القمة السابق[7].

كما أكد وزراء الخارجية الثلاث من خلال ندوتهم الصحفية المنعقدة على هامش القمة، أن الاجتماع ناقش مسائل تعزيز التعاون المشترك في مجال الصناعات الدوائية وإنشاء مدن صناعية[8].

خلاصة:

تُعتبر القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية، مبادرةً واسعة الآفاق؛ حيث تكتسي القمة بُعداً رمزياً هاماً وهو ما يمكن استقراؤه في العديد من التصريحات والمظاهر، من بينها زيارة السيسي لبغداد، والتي تعتبر أو زيارة رسمية لرئيس مصري للعراق منذ 31 سنة، إضافة لتصريح رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي حين أطلق على القمة تسمية المشرق الجديد[9].

في المقابل، من الضروري أن يتم مأسسة القمة وترجمتها إلى تكتل سياسي واقتصادي يتضمن لجان تقنية متخصصة تسهر على تجسيد مخرجات القمم والاجتماعات الدورية على أرض الميدان وتنفيذ المشاريع التنموية على نحوٍ يسمح لكل الأطراف الاستفادة من مزايا التكتل.

Email : abdelssami@ifpmc.org*

الهوامش:

[1]    للمرة الثانية.. إرجاء القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن على خلفية التطورات في الأردن، وكالة الأناضول، 2021/04/07، شوهد في 2021/07/05، في : https://bit.ly/3hgwwNe

[2] عادل النواب، العراق يعلن تأجيل قمة بغداد الثلاثية مع عمان والقاهرة بسبب الأوضاع في الأردن، العربي الجديد، 2021/04/07، شوهد في 2021/07/05، في : https://bit.ly/3jGqZkI

[3] ماذا قال الكاظمي في افتتاحية القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية في بغداد؟، يوتيوب، شوهد في 2021/07/05، في : https://bit.ly/3Axu9Nx

[4] الأردن.. احتجاجات على “التقصير الحكومي” تقابل باتهامات “الأجندة الخارجية”، الحرة، 2021/03/16، شوهد في : 2021/07/05، في : https://arbne.ws/3At7UZg

[5]  احتجاجات في العراق على انقطاع الكهرباء والمياه وسط موجة حر تجاوزت درجاتها الـ50 مئوية، فرانس 24، 2021/07/03، شوهد في : 2021/07/05، في : https://bit.ly/36dcJb5

[6]  مؤتمر صحفي لوزراء خارجية العراق ومصر والأردن في ختام قمة بغداد – أخبار الشرق، يوتيوب، 2021/06/27، شوهد في : 2021/07/05، في : https://bit.ly/3huirdO

[7] قمة بغداد: قادة العراق ومصر والأردن يؤكدون على التعاون والتنسيق المشترك بين بلدانهم، بي بي سي عربي، 2021/06/27، شوهد في : 2021/07/05، في : https://bbc.in/3yj3iD0

[8]  [8]  مؤتمر صحفي لوزراء خارجية العراق ومصر والأردن في ختام قمة بغداد، مرجع سابق.

[9]  قمة ثلاثية في بغداد بمشاركة العراق ومصر والأردن لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، فرانس 24، 2021/06/27، شوهد في : 2021/07/05، في : https://bit.ly/3AsyOjZ

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories