test

من رأسمالية المساهمين إلى رأسمالية أصحاب المصلحة

Related Articles

من رأسمالية المساهمين إلى رأسمالية أصحاب المصلحة 

 جائحة COVID-19 والتحول الاقتصادي العالمي 

 

الباحث وليد سلام جميل*

February 2021

الملخص

الغرض من هذه الورقة هو بيان الفرق بين «نظرية إقتصاديات المساهمين»، التي أسسها عالم الإقتصاد الأمريكي ميلتون فريدمان «Milton Friedman»، و«نظرية أصحاب المصلحة»، التي أسسها ونادى بها، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، الخبير الإقتصادي الألماني كلاوس شواب «Klaus Schwab». نسعى لبيان الفروقات الجوهرية بين النظريتين، وتأثير جائحة كوفيد-19 على التّحول الإقتصادي العالمي المرتقب. نحن نتصوّر، في ظلّ المعطيات الجديدة، بإمكانية التّحول إتجاه «نظرية أصحاب المصلحة»، خاصة بعد التوجه القوي نحوها من قبل المنتدى الإقتصادي العالمي، الذي وضعها على جدول أجندات دافوس 2021 المرتقب.

مقدمة

العالم يمرّ بتقلبات سريعة وهائلة، تشير بمجموعها إلى حدوث تغييرات جذرية في ما يُسمى (النظام العالمي). ساهم فيروس كورونا المستجد، بتسريع وتيرة التغيير المتوقعة من قبل. فهل يشهد العالم تحولاً دراماتيكياً في أقطاب النّظام العالمي؟ وهل ستتغير السياسات والتحالفات وموازين القوى؟ وهل سيتغير شكل الإقتصاد العالمي؟… كلّ هذه التساؤلات وأكثر تشغل العالم اليوم. نحاول هنا التوقف عند السؤال الثالث، المتعلق بالإقتصاد العالمي، إذ نعتقد بأنّ فهمه وتفكيكه، يبيّن لنا الصورة العامة عن باقي التساؤلات بشكل عام.

يرى الكثير من المحللين والخبراء في العالم، بأننا في خضم أصعب سلسلة من سلاسل التحديات التي واجهها العالم والبشرية منذ الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا. كشفت جائحة كوفيد -19 عن هشاشة الأنظمة العالمية، المستمرة في الصراعات والتقسيم. فقد أدى إلى تفاقم التفاوتات على جميع الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وهو يتكشّف في نفس الوقت مع أزمة مناخ متصاعدة، من غير إكتراث الجهات المتسببة في ذلك. يجد القادة في كل قطاع – الحكومة، الأعمال التجارية، والمجتمع المدني- أنفسهم عند مفترق طرق عصيب. يجب علينا حشد جميع فئات مجتمعنا العالمي للعمل معًا واغتنام هذه الفرصة التاريخية لإعادة التوازن إلى عالمنا لصالح الجميع؛ لصالحنا ولصالح الأجيال القادمة. إذا لم نبدأ بالاعتراف بالشكل الحقيقي لمشاكلنا، فإن نظامنا الحالي سيستمر في خذلاننا[1].

إننا أمام تصارع نظريتان، نظرية المساهمين (التي مفادها أن الشركة لا تستطيع إلا تعظيم القيمة على بعد واحد)، ونظرية اقتصاد أصحاب المصلحة، التي يعتقد منظروها، أن أخذ جميع المجموعات المكونة في الاعتبار، هو أفضل طريقة، لتحقيق أقصى قدر من الأداء العام للشركة[2].

أي نوع من الرأسمالية نريد؟ قد يكون هذا هو السؤال المحدد لعصرنا. إذا أردنا الحفاظ على نظامنا الاقتصادي للأجيال القادمة، يجب علينا الإجابة بشكل صحيح[3].

نظرية رأسمالية المساهمين «Shareholder Capitalism»

كانت نظرية عالم الإقتصاد الأمريكي ميلتون فريدمان، المسمّاة (رأسمالية المساهمين)، التي طرحها كمقال في مجلة نيويورك تايمز عام 1970، والتي تتحدث عن الحالة الخاصة للمدير التنفيذي للشركة[4]، هي الحاكمة منذ الرّبع الأخير للقرن الماضي وإلى يومنا هذا. يرى فريدمان أن المسؤولية الكبرى للشركات تكمن في إرضاء المساهمين.  لذلك، يجب أن تسعى الشركات بشكل دائم وحثيث من أجل تعظيم إيراداتها لزيادة العوائد للمساهمين، بغض النّظر عن أصحاب المصلحة الآخرين. فالأساس هو الرّبح لا غير، وليس على الشركات الإهتمام بمصالح عامّة النّاس. ففكرته قائمة على تعظيم الأرباح بأكبر قدر ممكن وتخفيض التّكاليف لأدنى مستوى، لتعظيم أرباح المساهمين في الشركة. ووفق هذه النظرية فإن الشركات غير ملزمة بأي مسؤوليات اجتماعية ما لم يقرر المساهمون ذلك. يقول فريدمان: إن الشركة ليس لديها مسؤولية اجتماعية تجاه الجمهور أو المجتمع، مسؤوليتها الوحيدة تجاه مساهميها[5]. أي أن وظيفة المديرين التنفيذيين هي تعظيم أرباح أصحاب الملك فقط . في كتابه «الرأسمالية والحرية»، وصف فريدمان (فكرة المسؤولية الإجتماعية) ، بأنها «عقيدة تخريبية بشكل أساسي»[6]. دعونا نطلق على هذه الطريقة في فهم خلق القيمة والتجارة، أو النشاط التجاري، «القصة القياسية» أو «رأسمالية المساهمين» أو «رأسمالية رعاة البقر»[7].

يعتقد أصحاب مدرسة رأسمالية المساهمين، أن حل المشاكل الإجتماعية هو مسؤولية الدولة، وإن الأعمال الخيرية للشركات والأنشطة الأخرى، التي لا تتعلق مباشرة بتوليد ثروات المساهمين هي مضيعة لأموال المساهمين، وربما تكون غير أخلاقية، لأنها ترقى إلى السرقة من المالكين[8].

يتبنّى أنصار نظرية رأسمالية المساهمين ثلاثة مبادئ أساسية، مقتبسة من آدم سميث[9]:

  1. أهمية الأسواق «الحرة»،
  2. «اليد الخفية للتنظيم الذاتي»،
  3. أهمية «المصلحة الذاتية المستنيرة».

يدعو منظّرو رأسمالية المساهمين إلى تدخل حكومي وتنظيمي (محدود) في الأعمال التجارية، معتقدين أن أفضل تنظيم للأسواق، يكون من خلال آلية اليد الخفية؛ أي إذا كانت جميع الشركات تعمل لمصلحتها الذاتية من خلال محاولة تعظيم الأرباح، فإن المجتمع سوف يستفيد بشكل كبير. يعتقد بعض مؤيدي وجهة نظر المساهمين أن اليد غير المرئية تتحقق من النشاط غير القانوني، بحجة أن السوق سوف تعاقب أو تقضي على الشركات التي تنخرط في سلوك غير قانوني أو غير أخلاقي. لذلك، فهم يرون أنه، بشكل عام، لا داعي للإشراف المفرط على الصناعة وتنظيمها[10].

نظرية رأسمالية أصحاب المصلحة «Stakeholder Capitalism»

على مدى نصف قرن، تبنّت الشركات الأمريكية (والعديد من الشركات الأخرى حول العالم) أولوية المساهمين، والتي تنصّ على أن المسؤولية الوحيدة للأعمال التجارية هي تعظيم الأرباح. لكن هذا المبدأ يتعرض للتحدي الآن من قبل قادة الشركات أنفسهم، حيث أعلنت المائدة المستديرة للأعمال في الولايات المتحدة العام الماضي، أنها ستتبنى نهج (أصحاب المصلحة)، الذي لا يركّز فقط على المساهمين ولكن أيضًا على العملاء والموظفين والموردين والمجتمعات، حيث تُعتبر جميعها ضرورية لأداء الأعمال[11].

طُرح مفهوم رأسمالية أصحاب المصلحة، القائلة بأن الشركات ليست مسؤولة فقط تجاه مساهميها، ولكنها مسؤولة أيضًا تجاه جميع أصحاب المصلحة، لأول مرة، من قبل مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، (كلاوس شواب)، في سبعينيات القرن الماضي[12]. قبل سنة من الآن، كتب Tyson  وMendonca، مقالاً، بعنوان: «تحويل رأسمالية أصحاب المصلحة إلى حقيقة واقعية» ، قالا فيه: «مع اقترابنا من عام 2020، من الواضح أن الأمر سيستغرق موت «رأسمالية المساهمين فقط» لتجديد الرأسمالية للإقتصاد العالمي اليوم، والذي يشبه حاليًا مزيجًا خطيرًا من رأسمالية العشرينيات وسياسات الثلاثينيات… حان الوقت الآن لإتباع رأسمالية ديمقراطية مستدامة تعمل لصالح جميع أصحاب المصلحة.»[13]. وفقاً لرؤية شواب، فإن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الرأسمالية هي (العودة) إلى نموذج أصحاب المصلحة الذي اكتشفناه، ثم نسيناه قبل عقود، والمراهنة عليه[14]. إنّ نظرية أصحاب المصلحة، هي تصوّر إداري للإستراتيجية التنظيمية والأخلاق. الفكرة المركزية، هي أن نجاح المؤسسة يعتمد على مدى إدارتها للعلاقات مع المجموعات الرئيسية مثل، العملاء والموظفين والموردين والمجتمعات والممولين وغيرهم، ممّن يمكنهم التأثير على تحقيق الغرض منها. تتمثل مهمة المدير في الحفاظ على دعم كل هذه المجموعات، وتحقيق التوازن بين مصالحها، مع جعل المنظمة مكانًا يمكن فيه تعظيم مصالح أصحاب المصلحة بمرور الوقت[15].

وفقاً لتعبير مؤسس النظرية، كلاوس شواب، فإنّ إدارة مؤسسة حديثة يجب ألا تخدم المساهمين فحسب، بل جميع أصحاب المصلحة[16]. لم تكن مبادئ رأسمالية أصحاب المصلحة، التي دافع عنها المنتدى الاقتصادي العالمي لمدة نصف قرن، وأٌعيد ذكرها مؤخرًا في بيان دافوس 2020، بهذه الأهمية من قبل[17]. بتعبير كلاوس شواب، جوهر رأسمالية أصحاب المصلحة: إنها قدرة القطاع الخاص على تسخير القوة المبتكرة والإبداعية للأفراد والفرق، لتوليد قيمة طويلة الأجل للمساهمين، لجميع الأعضاء، للمجتمع وللكوكب الذي نتشاركه[18].

وفقاً لنظرية رأسمالية أصحاب المصلحة، أشار كارول إلى أن الشركات، تتحمل أربعة مسؤوليات رئيسية: المسؤولية الاقتصادية (لتوليد ثروة المساهمين)، والقانونية (لطاعة القوانين واللوائح)، والأخلاقية (أن تدرك الشركة أنها جزء من مجتمع، وبالتالي عليها التزامات تجاه الآخرين وتأثير عليهم)، والتقديرية (للمشاركة في الأعمال الخيرية)[19]. في نهاية المطاف، تكون الشركات مسؤولة أمام جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المساهمين، وهي تعمل بشكل أفضل على المدى الطويل عندما تتصرف بناءً على هذا الواجب[20].

خاتمة: إقتصاد ما بعد الجائحة

سلّطت جائحة COVID-19 الضوء على المخاطر الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، التي كانت تتراكم على مدى نصف القرن الماضي من الليبرالية الجديدة. حتى وسط الشّكوك العميقة في الوضع العالمي اليوم، هناك شيء واحد واضح: حان الوقت لبدء التشكيك في الافتراضات القديمة وتطوير نموذج جديد[21]. بهذا النّص يفتتح كلاوس شواب مقالته المنشورة بعنوان «رأسمالية ما بعد COVID»، ويضيف: «الاستجابة الوحيدة المقبولة لمثل هذه الأزمة هي السعي وراء «إعادة ضبط كبيرة» لاقتصاداتنا وسياساتنا ومجتمعاتنا[22]. تواجه الشركات اليوم خيارًا وجوديًا، إما أن تتبنى بصدق «رأسمالية أصحاب المصلحة» وتشترك في المسؤوليات التي ترافقها، من خلال اتخاذ خطوات فعّالة لتحقيق الأهداف الاجتماعية والبيئية، أو أن تتمسك بـ«رأسمالية المساهمين» البائدة، والتي تمنح الأولوية للأرباح قصيرة الأجل على حساب أي شيء آخر، وتنتظر من الموظفين والعملاء والنّاخبين فرض التغيير عليها من الخارج[23].

في إفتتاحية أجندة دافوس لسنة 2021، التي ستعُقد في سنغافورا بدلاً من سويسرا لأول مرة، بياناً للأزمة العالمية، بوضوح دقيق: «قد أظهرت جائحة كوفيد -19 أنه لا توجد مؤسسة أو فرد بمفرده يمكنه مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والتكنولوجية لعالمنا المعقد والمترابط. لن يغير الوباء نفسه العالم، لكنه سرّع التغييرات المنهجية التي كانت واضحة قبل بدايته. تظهر الآن خطوط التصدع التي ظهرت في عام 2020 على أنها مفترق طرق حاسم في عام 2021. يقترب وقت إعادة بناء الثقة واتخاذ الخيارات الحاسمة بسرعة حيث تزداد الحاجة إلى إعادة تعيين الأولويات والحاجة الملحة لإصلاح الأنظمة في جميع أنحاء العالم»[24].

أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي العام الماضي «بيان دافوس» الجديد لدعم رأسمالية أصحاب المصلحة، والذي ينص على أنه يتعين على الشركات: “دفع نصيبها العادل من الضرائب، وعدم التسامح مطلقًا مع الفساد، ودعم حقوق الإنسان في جميع سلاسل التوريد العالمية الخاصة بها، والدعوة إلى المنافسة و تكافؤ الفرص”، مثلما أوضح المؤسس والرئيس التنفيذي كلاوس شواب[25]. قال شواب في تشرين الأول (أكتوبر): «من الواضح أننا لا يجب أن نتخلص من المحركات الأساسية للنمو». «نحن مدينون بمعظم التقدم الاجتماعي في الماضي لريادة الأعمال والقدرة على تكوين الثروة من خلال المخاطرة والسعي إلى نماذج أعمال جديدة ومبتكرة. نحن بحاجة إلى الأسواق لتخصيص الموارد وإنتاج السلع والخدمات بكفاءة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمواجهة مشاكل مثل تغير المناخ». وأضاف أيضاً: «لكن يجب علينا إعادة التفكير في ما نعنيه بـ«رأس المال» في تكراراته العديدة، سواء كانت مالية أو بيئية أو اجتماعية أو بشرية. لا يرغب المستهلكون اليوم في الحصول على سلع وخدمات أكثر وأفضل بسعر معقول. بل إنهم يتوقعون بشكل متزايد أن تساهم الشركات في الرفاهية الاجتماعية والصالح العام»[26].

نظامنا الاقتصادي العالمي معطل. لكن يمكننا استبدال الصورة الحالية للاضطرابات العالمية وعدم الاستدامة وعدم اليقين باقتصاد يعمل لصالح جميع الناس وكوكب الأرض. (أولاً)، يجب القضاء على التفاوت المتزايد في الدخل داخل المجتمعات حيث تباطأ نمو الإنتاجية والأجور. (ثانيًا)، يجب أن نحد من التأثير المثبّط لقوة السوق الاحتكارية، التي تمارسها الشركات الكبرى على مكاسب الابتكار والإنتاجية. و(أخيراً)، يجب أن ينتهي الاستغلال قصير النظر للموارد الطبيعية، الذي يؤدي إلى تآكل البيئة ويؤثر على حياة الكثيرين نحو الأسوأ[27].

في تصوراته لما يجب أن يكون عليه العالم بعد جائحة كورونا، يقدّم شواب أمثلة ناشئة لطرق جديدة، توفر أرضية للأمل، تسعى لترسيخ مبادئ جديدة، من أهمها[28]:

  • الوكالة الفردية كيف يمكن للبلدان والسياسات أن تحدث فرقاً ضد القوى الخارجية الكبيرة،
  • عقد اجتماعي محدد بوضوح: الاتفاق على القيم والأهداف المشتركة، يسمح للحكومة والشركات والأفراد بتحقيق أفضل النتائج،
  • التخطيط للأجيال القادمة: إنّ التفكير بالحاضر قصير الأمد، يضرّ بمستقبلنا المشترك، ومستقبل أولئك الذين لم يولدوا بعد،
  • مقاييس أفضل للنجاح الاقتصادي: تجاوز التركيز قصير النظر على الناتج المحلي الإجمالي إلى مقاييس أكثر اكتمالاً ومقاييس بشرية للإزدهار المجتمعي.

يسعى المفكرون وعلى رأسهم شواب، للعمل على تغيير شكل الإقتصاد العالمي، بما ينسجم مع التطورات الأخيرة، نتيجة فيروس كورونا المستجد، سعياً لإعادة تصور اقتصادنا العالمي بحيث يصبح أكثر استدامة وازدهارًا للجميع.  يحذّر شواب من أن التغييرات التي يتم إجراؤها اليوم، ليست معزولة عن بلد أو صناعة أو قضية معينة. إنها عالمية، وبالتالي تتطلب استجابة عالمية. إن الفشل في اعتماد نهج تعاوني جديد سيكون مأساة للبشرية[29].

إننا في مرحلة جديدة من مراحل تاريخ البشرية، مرحلة أزمة عالمية، تحتاج مشاركة البشرية جمعاء، لتغيير مستقبل البشر نحو الأفضل. لا يمكن أن يستمر النّظام العالمي بنفس الوتيرة المضطربة السّابقة. إن هذا لا يعني أن التغيير سيكون بسيطاً أو بصالح البشرية فعلاً. إن التّجارب البشرية تتكامل دوماً، لبناء النموذج الأفضل. ربّما ينجح البشر في تبني نظام عالمي جديد، إلّا أن هذا لا يعني استمرار النظام الجديد إلى الأبد، لأنه سيواجه مستقبلاً تحديات أخرى حتماً. كلّما تعاونت البشرية خفّفت من حجم الأزمات التي تتولّد بشكل طبيعي على الدّوام.

في نهاية المطاف، يقترح شواب والمنتدى الإقتصادي العالمي والمؤيدون لهم، نموذج أصحاب المصلحة، وهو نموذج تتعاون فيه الحكومات والشركات والأفراد معاً؛ حيث يحلّ التخطيط طويل الأمد للأجيال القادمة محل التخطيط قصير الأمد، الذي يستنزف الموارد، من دون النظر لمستقبل الأجيال القادمة.

يبدو أن التّحول قد اقترب جداً، خاصة أن مؤتمر دافوس العالمي المرتقب، يدفع بهذا الإتجاه بقوة. وتبقى التساؤلات قائمة، حتى يتم اختبار نموذج رأسمالية أصحاب المصلحة بشكل واسع وكبير. لا يمكننا تخمين ما سيكون عليه الغد، وسنحتاج لدراسات واسعة وقراءات واقعية، لاستكشاف ما يمكن أن يقدّمه هذا النموذج الجديد. إننا ما نزال نبحث عن تفكيك الإشكاليات للبُنى الفكرية والمنهجية للرأسمالية نفسها، والإجابة عن التساؤلات الملحّة القائمة بالفعل. ما زالت الرأسمالية غير قادرة على مواجهة الإنتقادات والتساؤلات المطروحة. أملنا أن يصبح العالم أفضل ويعيش البشر بسلام.

salemwaleed149@gmail.com*

References

[1] Schwab, K. (2021). Stakeholder Capitalism: A Global Economy that Works for Progress, People and Planet.

[2] Pfarrer, M. D. (2010). What is the purpose of the firm?: Shareholder and stakeholder theories. Good business: Exercising effective and ethical leadership, 86-93.

[3] Schwab, K. (2019). Why we need the ‘Davos Manifesto’ for a better kind of capitalism. World Economic forum.

[4] Friedman, M. (1970). A Friedman doctrine-The Social Responsability of Business is to. The New Work Times.

[5] نفس المصدر

[6] نفس المصدر

[7] Freeman, R. E., & Phillips, R. A. (2002). Stakeholder theory: A libertarian defense. Business ethics quarterly12(3), 331-349.

[8] Pfarrer, M. D. (2010). Ibid.

[9] Pfarrer, M. D. (2010). Ibid.

[10] Pfarrer, M. D. (2010). Ibid.

[11] Tyson, L., & Mendonca, L. (2020). Making stakeholder capitalism a reality. Project Syndıcate6.

[12] نفس المصدر

[13] نفس المصدر

[14] Schwab, K. (2020). Capitalism Must Reform to Survive From Shareholders to Stakeholders. Foreign Affairs.

[15] Freeman, R. E., & Phillips, R. A. (2002). Stakeholder theory: A libertarian defense. Business ethics quarterly12(3), 331-349.

[16] Schwab, K., & Kroos, H. (1971). Moderne Unternehmensführung im Maschinenbau. Maschinenbau-Verlag.

[17] Schwab, K., & Moynihan, B. (2020). Measuring Stakeholder Capitalism Towards Common Metrics and Consistent Reporting of Sustainable Value Creation. World Economic forum.

[18] Schwab, K., & Moynihan, B. (2020). Ibid.

[19] Carroll, A. B. (1979). A three-dimensional conceptual model of corporate performance. Academy of management review4(4), 497-505.

[20] Schwab, K. (2021). In stakeholder capitalism, good metrics will keep corporate leaders honest. Fortune.

[21] Schwab, K. (2020). Post-COVID Capitalism. Inquırer.Net. https://opinion.inquirer.net/134706/post-covid-capitalism.

[22] Schwab, K. (2020). Ibid.

[23] Schwab, K. (2020). Ibid.

[24] The Davos Agenda 2021. https://www.weforum.org/events/the-davos-agenda-2021.

[25] Sault, S. (2021). Davos Agenda: What you need to know about better business. World Economic forum.

[26] Sault, S. (2021). Ibid.  

[27] Schwab, K. (2021). Ibid.

[28] Schwab, K. (2021). Ibid.

[29] Schwab, K. (2018).  Globalization 4.0 – what does it mean?. World Economic forum.

 

 

 

 

 

References

 

Carroll, A. B. (1979). A three-dimensional conceptual model of corporate performance. Academy of management review, 4(4), 497-505.

Freeman, R. E., & Phillips, R. A. (2002). Stakeholder theory: A libertarian defense. Business ethics quarterly, 12(3), 331-349.

Friedman, M. (1970). A Friedman doctrine-The Social Responsability of Business is to. The New Work Times.

Pfarrer, M. D. (2010). What is the purpose of the firm?: Shareholder and stakeholder theories. Good business: Exercising effective and ethical leadership, 86-93.

Sault, S. (2021). Davos Agenda: What you need to know about better business. World Economic forum.

Schwab, K. (2018).  Globalization 4.0 – what does it mean?. World Economic forum.

Schwab, K. (2019). Why we need the ‘Davos Manifesto’ for a better kind of capitalism. World Economic forum.

Schwab, K. (2020). Capitalism Must Reform to Survive From Shareholders to Stakeholders. Foreign Affairs.

Schwab, K. (2020). Post-COVID Capitalism. Inquırer.Net. https://opinion.inquirer.net/134706/post-covid-capitalism.

Schwab, K. (2021). In stakeholder capitalism, good metrics will keep corporate leaders honest. Fortune.

Schwab, K. (2021). Stakeholder Capitalism: A Global Economy that Works for Progress, People and Planet.

Schwab, K., & Kroos, H. (1971). Moderne Unternehmensführung im Maschinenbau. Maschinenbau-Verlag.

Schwab, K., & Moynihan, B. (2020). Measuring Stakeholder Capitalism Towards Common Metrics and Consistent Reporting of Sustainable Value Creation. World Economic forum.

The Davos Agenda 2021. https://www.weforum.org/events/the-davos-agenda-2021.

Tyson, L., & Mendonca, L. (2020). Making stakeholder capitalism a reality. Project Syndıcate, 6.

 

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories