test

قمة دافوس 2024

Related Articles

قمة دافوس 2024

البحث عن إعادة الثقة وسط الصراعات العالمية

منتدى صنع السياسات العامة-لندن

IFPMC-LONDON

JENUARY 2024

        تستضيف مدينة دافوس السويسرية الاجتماع السنوي الرابع والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي The World Economic Forum الذي هو منتدى النخبة في العالم والذي يجمع القادة في عالم السياسة مع القادة في عالم الاقتصاد والمال والاعمال والتكنلوجيا [1].

عنوان المنتدى هذا العام هو (إعادة بناء الثقة) وهو عنوان واسع وفضفاض يعكس وسع وتعدد وتنوع أسباب عدم الثقة في عالم اليوم كما ويعكس مدى انعدام الثقة بأفاق الاقتصاد العالمي وانظمته ومؤسساته والتي توازي ايضاً مع انعدام الثقة العالمي بالنخب سواء السياسية او الاقتصادية. والحقيقة ان تقرير منتدى الاقتصاد العالمي [2]، الذي تم إصداره قبل أيام من انعقاد المنتدى وجمع اراء 1400 من اهم خبراء الاقتصاد والسياسات والمال والتكنلوجيا، أكد على ان العالم يتعرض لمخاطر عميقة أهمها المعلومات المضللة والصراعات التي تفاقم ازمة الثقة العالمية وتعرض التعاون الدولي لازمة وجودية.

القادة

وعليه فأن منتدى دافوس WEF2024 لهذا العام وضع هدفاً شاملاً مفاده

(استعادة التعاون العالمي، وتعزيز المبادئ الأساسية للشفافية والتناسق والمسؤولية بين القادة). الا ان المنتدى الذي كان حدث القادة الكبار في العالم ملوكاً ورؤساء وزعماء تحول في السنوات الأخيرة الى مكان لاجتماع قادة الصف الثاني ثم في العام الماضي كان مهجوراً من حضور الزعماء الكبار ولم يحضر من كل مجموعة الدول السبع سوى المستشار الألماني.

اما هذا العام فلم يحضر الرئيس بادين للمرة الثانية على التوالي منذ توليه إدارة البيت الأبيض وكذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس فلاديمير بوتين. اذن هدف تحقيق الشفافية بين القادة سوف يتم مناقشته من دون القادة الكبار أنفسهم.

يتوقع حضور 60 رئيس دولة معظمهم من الصف الثاني بالنسبة للدول الكبرى إضافة الى رؤساء المنظمات الدولية الكبرى الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. إضافة الى 1600من قادة الاعمال وأكثر من 800 من القادة التنفيذيين للشركات الكبرى و150 من رواد الاعمال والمبتكرين.

 محاولة المنتدى ان يجعل زيلنسكي يقدم مبادرته لوقف الحرب مع روسيا عبر منصات المنتدى كانت هزه باردة لم تحدث الصدى المطلوب الذي يعيد للمنتدى صدارته واصدائه التي كان يتمتع بها عندما كان حدث العام الاقتصادي والسياسي الذي تترقبه كل دول العالم لتعرف اتجاهات الاقتصاد العالمي وما هي خطط الأثرياء لتوليد الطاقة والنشاط في حركة التعاون الاقتصادي العالمي.

الإعلان عن مبادرة الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي كانت باهته بعض الشيء فالواضح ان كلا الطرفين ليسا مستعدين للسلام ولن يستفيدا منه ونقاط زيلنسكي العشر تم طرحها اصلاً قبل سنتين في خضم ازمة الحرب الروسية الأوكرانية وتجاهلتها موسكو حتى وهي في اعقد مواقفها. اليوم بعد عامين تغيرت المواقف كثيراً وتغيرت مسارات الرياح في الصراع الدولي ولم تعد أوكرانيا التهديد الوجودي للغرب مقارنتاً بالصراع الساخن في الشرق الأوسط والصراع الذي ينتظر الاشتعال في بحر الصين الجنوبي.

الاجتماع الوزاري الذي عقد قبيل انعقاد أعمال المنتدى الاقتصادي العالميWEF والذي ضم الوزراء ومستشارو الامن القومي ل 83 دولة اجتمعوا لمناقشة اقتراحات الرئيس زيلنسكي لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا. هذا الاجتماع جسد مدى صعوبة تحقيق هدف توحيد قادة العالم الذي أعلنه المنتدى. حيث أكد وزير الخارجية السويسري اجنازيو كاسيس على ان قادة العالم عليهم ان يجدوا طريقة لانضمام روسيا للمناقشات العالمية وانه من دون إعادة مشاركة روسيا لن يكون هنالك سلام “.

هذا التصريح كان مدوياً أكثر من نقاط زيلنيسكي التي اعترف مدير مكتب الرئيس الاوكراني اندريه يرماك بأن المباحثات كانت ” مفتوحة ومفصلة ” الا ان وجهات النظر لاتزال بحاجة الى المزيد من التطوير على الرغم من التقارب في العديد من النقاط بيننا وبين حلفاؤنا في العالم “

وعموماً يزداد الضغط الدولي على زيلنسكي وخاصة من قبل اهم الحلفاء وهم الولايات المتحدة حيث أشار تقرير لصحيفة بلومبيرغ على ان واشنطن تشدد الضغط على والقادة الأوكرانيين ليقدموا خطط واضحة للحرب مع دخولها العام الثالث ومع وصول حجم الدعم الدولي الى أوكرانيا الى 110 مليار دولار ومع هذا لاتزال أوكرانيا في مأزقها ولا ملامح واضحة للحل.

الموضوعات

وما عدى قضية الحرب الأوكرانية الروسية فأن منتدى دافوسWEF هذا العام أعلن بانه سوف يناقش الموضوعات التالية:

اولاَ: تحقيق الامن والتعاون في عالم ممزق

وهو المحور المهم الذي يتعلق بوجهات نظر قادة العالم والمسؤولين الحكوميين حول سبل تحقيق الاستقرار العالمي وتجنب الصراعات الدولية التي أصبحت لا تهدد الدول المعنية فحسب، بل مجمل حركة التبادل والتعاون الدولي.

في هذا المحور سوف يكون الشيخ محمد بين عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر أبرز المتحدثين فيه مع هاني الخصاونة رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية

ثانياً: خلق النمو والوظائف لعصر جديد

في هذا العام سوف يركز منتدى الاقتصاد العالمي على تأثير ملامح التطورات العالمية (التغيرات الجيوسياسية، الذكاء الصناعي والتغير المناخ) وأثر تلك المتغيرات على النظام الاقتصادي العالمي.

يسعى المنتدى الى تقديم نمذج اقتصادي جديد مهمته تفادي مثبطات النمو الاقتصادي مع إعادة وضع أناس في قمة أولويات التنمية والازدهار العالمي.

ولتحقيق ذلك يقترح WEFمنتدى الاقتصاد العالمي بأن الحكومات والشركات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية يجب ان تعمل معاً بشكل مبتكر ومبدع من اجل إعادة خلق أنظمة الاقتصاد العالمي يشكل يكون أكثر توازناُ وفيه متانة أكثر للتعاون العالمي. ولذلك سوف يجتمع الخبراء والأكاديميين والقادة السياسيين وقادة الاعمال من اجل إيجاد ملامح لهذا النظام الاقتصادي الجديد.

ثالثاً: الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع

سوف يتم تخصيص جلسات في قمة دافوس هذا العام من اجل مناقشة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يجعله يصب في مصلحة الانسان وليس العكس. حيث يجب تكثيف المناقشة العالمية والتعاون الدولي في مجال ضبط التوازن بين الابتكار والمخاطر المجتمعية، إضافة الى التفاعل بين الذكاء الاصطناعي وباقي المجالات التكنولوجية الأخرى ذات العلاقة المباشرة بالبشر وسبل حياتهم اليومية

رابعاً: استراتيجية طويلة الأمد للمناخ والموارد الطبيعية والطاقة

المحور الرابع الذي سوف تتناوله اعمال منتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام سيكون المناخ حيث تعد تهديدات المناخ من بين أكثر التهديدات طويلة الأمد التي تؤثر على الاقتصاد العالمي. وسوف تخصص جلسات النقاش في هذا العام لمناقشة سبل وضع خطط واستراتيجيات طويلة الأمد لمواجهة التغييرات المناخية. إضافة الى موضوع توفير الوصول الفعال والامن للموارد الطبيعية شامل لجميع البشر وبأقل الكلف الممكنة. ويسعى المنتدى لهذا العام الى إطلاق مبادرة تتضمن تشكيل تحالف عالمي يضم جميع قادة العالم وقادة الشركات الكبرى من اجل وضع الاستراتيجيات الخاصة بتقليل الانبعاثات الكربونية وتشجيع الابتكار في مجالات التكنولوجيا المساعدة حماية البيئة والمناخ.

[1] https://www.weforum.org/agenda/2024/01/davos-2024-day1-coming-up-sessions/

[2] https://www3.weforum.org/docs/WEF_The_Global_Risks_Report_2024.pdf

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories