معضلة المتمردين في اوبك .. هل العراق يحاول جدياً الالتزام بخفض الانتاج

Related Articles

معضلة المتمردين في اوبك

هل العراق يحاول جدياً الالتزام بخفض الانتاج؟

 IFPMC تقرير منتدى صنع السياسات -لندن

العراق رغم أنه ثاني أكبر منتج في منظمة «أوبك»، لكنه الأول في عدم الإلتزام بحصص الإنتاج. ويرى منتجون اوبك + بأن سوابق العراق في عدم الإلتزام تجعل من الصعب على أوبك تحقيق المزيد من الزيادات في سعر النفط بخفض الإنتاج. من جهته فان العراق يبرر توسع الانتاج بسبب توسع الطاقة الإنتاجية في حقوله الجنوبية الكبيرة، وحاجته الماسّة إلى زيادة عائداته النفطية، بعدما أغرقته الديون.

العراق جدد تعهده بخفض الانتاج وهذه المرة كانت التعهدات على لسان وزير المالية العراقي عبد الامير علاوي بعد زيارته الاخيرة الى المملكة العربية السعودية والتي وصفها المراقبون بأنها تأتي في اطار جهود العراق لايجاد مخرج مالي سريع لمشاكل تضخم الميزانية والعجز والافلاس الذي يهددان الدولة العراقية .

يشكك خبراء النفط في جدية خطوة العراق ففي تقرير سابق نشرته صحيفة بلومبيرغ ذكرت فيه ان وزراء النفط ممثلو دول في أوبك، رغم موافقتهم ودعمهم لتخفيض الإنتاج إلا أن دولهم لم تلتزم بذلك أبدا إذ أن العراق وأنغولا وكازاخستان ونيجيريا لم تضغط لخفض إمدادات النفط بالقدر الذي وعدت به في أوبك لحماية الأسعار، وكانت بغداد أسوأهم.

يقول التقرير إن الغش قديم قدم نظام أوبك لحصص الإنتاج، الذي يعود إلى منتصف الثمانينيات، يطلق عليها الأكاديميون مشكلة “الراكب الحر” حيث يستفيد شخص ما من جهود الآخرين من دون المساهمة بالاعباء.

ورغم التشكيكات الا ان التقارير تؤكد ان العراق قام فعلا بالطلب من بعض مصافي التكرير في آسيا النظر في التخلي عن الشحنات الفورية لخام البصرة ، وهي إشارة تدل بان العراق يحاول جدياً الوفاء بتعهدات خفض الإنتاج التي قطعتها لأوبك في نهاية الأسبوع.

وقالت صحيفة بلومبيرغ  إن شركة SOMO المملوكة للدولة أرسلت طلبات إلى العديد من العملاء تسأل عما إذا كانوا يمكن ان يتراجعوا عن أخذ بعض صفقات البترول المتعاقد عليها لشحن حزيران وتموز2020. كما اوضحت الصحيفة عن مصادر من شركة سومو إن مشترًا واحدًا على الأقل لم يكن على استعداد للتخلي عن الشحنات بسبب التزامات الانتاج ، بينما من المرجح أن يحصل الجانب العراقي على موفقة جهات اخرى تفضل ان تتراجع عن صفقات النفط العراقي والبحث عن شحنات بديلة في السوق الفورية.

ويخضع الموردون مثل العراق ونيجيريا الذين كانوا تقليديًا متساهلين في الامتثال لقيود الإنتاج إلى تدقيق متزايد بعد اتفاقية أوبك + الأخيرة. ووافق الحلف على تمديد التخفيضات القياسية في الإنتاج لشهر آخر شريطة أن تضاعف بغداد جهودها للحد من الإنتاج وتعوض أيضًا عدم الامتثال السابق.

ومع هذا فان مصادر من سومو لاتزال تؤكد ان الشركة تمتنع عن الرد عن طلبات التعليق التي يرسها المشترون بخصوص مستقبل شحناتهم. علماً ان في الغالب تبيع الشركة درجتين – البصرة الخفيفة والبصرة الثقيلة – للعملاء الآسيويين في شحنات مليون أو مليوني برميل.
من جهة اخرى لايزال البعض يشكك في مصداقية العراق في تخفيض الانتاج كما ان هنالك العديد من دول أوبك + فشلت في تنفيذ تخفيضات الإنتاج التي اتفقوا على إجرائها بالكامل في شهر مايس2020 .

كانت الجهود التي بذلتها أوبك + وخفض الإمدادات غير الطوعي في الولايات المتحدة مفيدة في مساعدة أسعار النفط على التعافي من المستويات المنخفضة التي يسببها الفيروس في أبريل. ومع ذلك ، هناك تكهنات بأن الارتفاع قد يعيق هذه الجهود حيث أن سرعة الارتداد تجذب المنتجين لزيادة الإنتاج قبل أن يتعافى الطلب تمامًا.
هذا وقد اكدت وزارة النفط العراقية في بيان لها ، إن العراق سيلتزم التزاما كاملا باتفاق أوبك . علماً ان العراق  أنتجت  4.2 مليون برميل يوميًا في مايو ، أي حوالي 15٪ أكثر مما كان يُفترض بموجب اتفاق أوبك + السابق المبرم في أبريل. ومن المقرر أن يفرج العراق عن أسعار البيع الرسمية لصادرات الخام التي سيجري تحميلها في يوليو في الأيام المقبلة.

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories