عالم ما بعد الوباء افكار في اهم التغيرات الاقتصادية والسياسية المتوقعة لعالم مابعد ازمة وباء كوفيد 19

Related Articles

عالم ما بعد الوباء

افكار في اهم التغيرات الاقتصادية والسياسية المتوقعة لعالم مابعد ازمة وباء كوفيد 19

 د.رنا خالد

رئيسة منتدى صنع السياسات-لندن

ما قبل الكارثة

لا يمكن ان يتخيل العالم ان كل البنى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى الدينية هي بهذا القدر من الهشاشة وانها كانت مجرد طيف من السراب تلاشى امام انتشار وباء كورونا المستجد. مابعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خرجت جميع دول العالم القوية والضعيفة، الِمنتصرة والمهزومة، الكبيرة والصغيرة، الامبراطوريات العظمى والجزرالصغيرة، الجميع خرج منهكاً والمدن الكبرى محطمة ان لم تكن ماديا فان الجراح المعنوية كانت اخطر وادمى. ارثر مارويك* في كتابه (الحرب والتغير الاجتماعي في القرن العشرين) يصف التغير الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية بانه (اعادة بناء قيم مادية ومعنوية لعالم تحطم تماماً ).

عالم مابعد الحرب العالمية الثانية ضل يتطور باستمرار ولكنه لم يبتعد كثيرا عن الجوهر الاساسي الذي اشعل الحرب الكبرى . فالحرب الباردة ماهي الا نتاج لعدم اتفاق الحلفاء واختلافهم في الايدولوجي وكانت حتمية ناتجة عن اختلافهم في توزيع الحصص والغنائم. صراع الحرب الباردة الذي قسم العالم الى معسكرين خلف حروب الانابة الصغيرة التي سرعان ما تحولت الى كوارث الصراع الاصيلة في اسيا والشرق الاوسط وامريكا اللاتينية .حتى ان حروب وصراعات مطلع الالفية والتي كانت تبدوا تغيراً جوهريا في شكل الحروب والصراعات وجغرافيتها وطبيعة الاعداء وحجم الخسائر ،لكنها في الحقيقتها لم تكن سوى كل الصراعات والحروب التي ضلت معلقة منذ الحرب العالمية الثانية ومنها حقوق تقرير المصير وتركات الامبراطوريات والراديكاليات التي تتحكم بالطاقة.

عالم لا تنتهي فيه الصراعات بل صارت تقوم بين امم كبرى وجماعات شبحية التشكل والتنظيم مجهولة التمويل والاسناد تقود هجمات على كل ما يمكن ان يؤذي المجتمع الدولي وتهين انظمتها التسليحية الفخمة واجهزتها الامنية العريقة. ولكن الحرب على التتنظيمات الراديكالية المسلحة ليست اخر الصراعات. العمالقة الكبار الذين كان مكانهم الغرب سرعان ما تحولوا الى صراع قطبي كبير بل ربما هو الاخطر في تاريخ البشرية انه الصراع بين قطبي الاقتصاد العالمي المعاصر الصين والولايات المتحدة.

التحدي الصيني

في مقابلة له سنة 2018 أشار رئيس منظمة التجارة العالمية البرازيلي روبيرتو أزيفيدو* إلى أن هناك مؤشرات قوية لاندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين وقال أزيفيدو في ذات المقابلة بأن مستقبل العالم الاقتصادي سيكون مظلما في حال نشوب حرب كهذه ، وحتى قبل ازمة وباء كورونا المستجد، دخل الصراع بين الصين والولايات  المتحدة مراحل حساسة سواء من حيث زيادة حجم الرسوم الجمركية المفروضة من الطرفين أو من خلال توسع وتنوع المجالات الاقتصادية التى تستهدفها حكومات البلدين بهذه الرسوم. ورغم ان بداية انطلاق شرارة الصراع لم تعد الاشكالية بقدر اشكالية كيف تحولت الصين من دولة منغلقة الى دولة ذات نشاط توسعي. فمشروعها الضخم «مبادرة الحزام والطريق» المستلهم من خط الحرير القديم، حيث تبسط من خلاله الصين شبكة نفوذها في خريطة العالم عبر مراكز دولية حيوية استراتيجية، هدد فعليا النفوذ الامريكي والغربي في في منطقة المحيط الهادي .ولم تعد اسيا الوسطى هي المستهدفة والتمتأثرة فعليا ومباشرة بالتهديد بقدر دول اهم مثل استراليا ونيوزلندا..ايضا سياستها التي تذكر العالم الغربي ببدايات الاستعمار في اسيا وافريقيا والتي يطلق عليها سياسة “فخ الديون”، حيث تعمد الصين على تقديم معونات مالية ضخمة بشروط صينية بحتة للدول التي تعاني اصلا من مشاكل بنيوية في الاقتصاد والتنمية ،لتضطر الدول التي عجزت عن سداد دينها للتخلي عن ممتلكات ذات أهمية لـبكين دون مقابل، مثال على ذلك سرينلانكا التي فقدت أحد أهم مراكز العبور البحري لصالح الصين.

اذن الصين لم تتجاوز الغرب اقتصادياً فحسب بل انها تجاوزت اصول لعبة التوازن والنفوذ التي وضعها المنتصرون بعد الحرب العالمية الثانية واصول التوسع والنفوذ في نسخته المعدلة عالم مابعد الحرب الباردة وايضاً التحديث الذي جرى على قواعد الهيمنة الامريكية في مرحلة مابعد حرب الخليج الثانية 2003. تجاوز الصين وانعزال الولايات المتحدة وتراجع اوربا وقرب استسلام اسيا وفوضى النفط والدولار وعجز العولمة الولادي، كلها ملامح ما قبل كارثة وباء كورونا.

هل اصابت كورونا العولمة ؟

كل ما نعيشه اليوم من مشاعر وخيبات امل يذكرنا برواية القرية للكاتب الروسي ايفان بونين . ورغم ان بونين لم يعرف كيف حولت العولمة العالم الكبير المترامي الى قرية صغيرة لكنه جسد فكرة ان فشل القرية سيتحملة الثرياء والفقراء الادباء والمثقفون والجهلة والمتخلفون .انتشر وباء كورونا كالنار في الهشيم في الصين وسرعان ما ظهرت بقع اخرى لانتشار الوباء في العالم .نحن نعيش في عالم واحد لم تعد الجبال والمحيطات والاسوار تفرقنا نحن عالم القرية الواحدة فعلاً. ولكن تلك القرية التي تقاسمنا  فيها منافع الاقتصاد الحر والانتقال المفتوح للبشر والسلع حان الوقت لكي نواجه عواقبها. قبل ازمة وباء كورونا كان هنالك جدال منقسم داخل الولايات المتحدة على عزل الصين عن الوصول الى التكنلوجيا المتقدمة، تزدات التوقعات اليوم على ان الولايات المتحدة سوف تحسم امرها وتتوجه بشكل حاسم نحو عزل الصين بل والضغط على حلفائها في سبيل ان يحذو حذوها. ولو عدنا الى ازمة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي لوجدنا العديد من الادلة على ممارسة الولايات المتحدة الضغط على الحليف البريطاني لكي يتجاوز فكرة استبدال اوربا بالصين، ولكن ترامب لم يحسب حساب خيارات بريطانيا الاخرى في المحيط الهادي  _استراليا ،ونيوزلندة ،وسنغافورا _ والتي هي الاخرى تقع ضمن دائرة الضغط الاقتصادي الصيني. وفي ذات السياق ازمة وباء كورونا باتت تهدد الجهود الاقتصادية لدول المحيط الهادي التي لطالما حاولت ان تجد وسيلة للنجاة من نيران صراع الصين والولايات المتحدة ولا يبدوا ان هنالك اي تحسن في مستقبل     اتفاقية التقدمية الشاملة للشراكة العابرة للمحيط الهادي CPTTPP * التي لطالما حاول اعضائها الاساسيين حل معادلة اعادة عضوية الولايات المتحدة التي سبق ان انسحبت من اتفاقية TPP 11 عشية انتخاب الرئيس دونالد ترامب ،وايضاً قبول انضمام الصين.

 فشل العولمة والاتفاقات التجارية التي لطالما انعشت امال الاقتصاديات النامية يعني بصورة حتمية ان العالم سيتحول الى قطبين اقتصاديين وسواء ا كانت دولة صغيرة وفقيرة او قوة اقتصادية عريقة فان لامفر في عالم ما بعد الوباء من خيارين اما ان تكون في دائرة الصين العملاق الذي يقدم لك كل شيء تريده بانسب الاسعار سواء كان مقلداً ام اصيلاً ولكن بشروط الفكر الاقتصادي الصيني الذي لا يقبل الا النمط الصيني في التطبيق. اوهيمنة الولايات المتحدة التي تقدم لك القوة والريادة والرأسمالية التي تتوالم بمرونة مع مختلف اشكال السياسات الاقتصادية. اما اتفاقيات العولمة فهي قريبا سوف تصبح نتف مثل شال زوجة تيخون ايليتش الطاغية الطماع في رواية (القرية) لبونين.

مناعة جون مينارد كينز*

الرأسمالبة غالباً ما تقبلت النظريات الكنزية على مضض وجعلتها الملاذ الاخير لها عندما تواجهة زلازل اقتصادية غير متوقعة. الكساد العظيم الذي واجهته الولايات المتحدة في العشرينات والازمة الاقتصادية بعد مؤتمر فرساي وازمات اعادة بناء اوربا بعد الحرب العالمية الثانية واخيراً الازمة المالية العالمية 2007-2008 ،كل هذه الازمات اعادة الحياة الى نظريات عالم الاقتصاد البريطاني جون مينارد كنز في ضرورة تدخل الدولة لضبط الاقتصاد وأن لا مفر من هذا التدخل بشكل لا يُخِل بالحرية الفردية، ففي حالات الركود التي تضرب الاقتصاد سيحتاج السوق لتنشيط وهنا يأتي دور الحكومة من خلال السياسات الضريبية والسياسات النقدية والمالية  فالدولة تستطيع أن تتحكم في الدورة الاقتصادية وتضبط السوق. ولكن سرعان ما تتخلى هذه الاقتصادات عن الكنزية في فترة الانتعاش الاقتصادي لكي تستفاد من منافع حرية الاقتصاد  والنقد من قيود الدولة في سبيل ان يحقق الاقتصاد اعلى تصاعد له.

 وباء كورونا المستجد هو ازمة غير مسبوقة في العالم، والاخطر هو عدم وجود ضمانات بالوقت الذي سيتطلبه العالم للخروج من هذه الكارثة ولا ضمانات بان يعود العالم الى الشكل المعتاد ولا خطة لمواجة الاحتمالات المتعددة والمجهولة والمتجددة. وعليه حتى نظرية كنز و الكنزيون الجدد اوالاكلاسيكيون الجدد سيواجهون تحدي في حل ازمة الاقتصاد العالمي. اليوم باتت ملامح الحلول الكنزية تلوح في الافق في محاولة من الحكومات ان تتدارك اخطاء ازمة الاقتصاد العالمي 2007-2008 والتي لم ينجو منها سوى المملكة المتحدة والولايات المتحدة التي ضلت متمسكة بطوق النجاة الكنزي لمواجهة الازمة الاقتصادية. اليوم بات من الواضح ان اهم الاقتصاديات شرعت بالخطوات العملية لاعادة سيطرة الدولة على الاقتصاد ومقاومة سلطة البنوك المركزية.

في اليابان وصف رئيس الوزراء شينزو آبى، الحوافز الجديدة بأنها حزمة ثلاثية الأركان لتعزيز الإغاثة فى حالات الكوارث والحماية من مخاطر الهبوط والاستعداد للنمو على المدى الطويل بعد “أولمبياد طوكيو 2020”. اما في الصين بدأ المسؤولون خلال العام المقبل باستخدام بعض الإنفاق على البنية التحتية خارج الميزانية العمومية بتمويل من ديون الحكومة المحلية. من جهتها الهند تخذت إدارة رئيس الوزراء ناريندرا مودى، سلسلة من الخطوات لوقف الركود فى الاقتصاد إضافة إلى التحفيز النقدى من خمسة تخفيضات فى أسعار الفائدة العام الحالى. اما نيوزلندا اتخذت الحكومات  تدابير وتشمل التدابير خفض الضرائب على الشركات بقيمة 20 مليار دولار وصندوق بقيمة 1.4 مليار دولار لإنقاذ المشاريع السكنية المتوقفة بالاضافة إلى حافز بقيمة 7 مليارات دولار للمصدرين. ومن جهتها اقترحت حكومة كوريا الجنوبية ميزانية قياسية بقيمة 513.5 ترليون وون ما يعادل 431 مليار دولار للعام المقبل بزيادة 9.3% عن الميزانية الرئيسية العام الحالى. ايضا وصف وزير المالية هونغ نام كى، الميزانية بأنها توسعية قدر الإمكان حيث قام بنك كوريا المركزى، بالفعل بتخفيض سعر الفائدة المرجعى ليتوافق مع مستوى قياسى منخفض.

مشكلة النظرية الكنزية انها صممت على اساس وجود حكومات قوية او على الاقل حكومات ذات رؤية سياسية اواقتصادية ثابتة ومستقرة ولكنها لم تصمم لنمط الحكومات الفاسدة او المحطمة او المتداعية كما هو الحال في معظم انماط الانظمة السياسة في الشرق الاوسط واسيا وافريقيا وحتى اوربا الشرقية وامريكا اللاتينية.صحيح ان منظمة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي استخدمت الافكار الكنزية الجديدة لتفرض على الحكومات الفاشلة اتخاذ بعض التدابير الاقصادية لانقاذ ازمات التنمية والاقتصاد، الا ان هذه التدابير سرعان ما تتحول الى كوارث اقتصادية اكبر تزيدمن مديونية هذه الدول وينهار الاستقرار الهش فيها.

عموما فان النظريات الكنزية سوف تمر بتحديات خطيرة حتى في الدول الرأسمالية العريقة وسوف يكون فايروس كورونا افضل اختبار لمناعة هذه النظريات وقدرتها الحقيقية في لمواجهة الازمة الاقتصادية الاخطر التي تمر بها الرأسمالية علماً ان الكنزية تعاني اصلاً من بعض نقاط الضعف البنيوية وخاصة عدم قدرتها على علاج ازمة التضخم الركودي او مشكلة غموض الفكر الكينزي حول الادخار و الاستثمار. اضافة الى ماسبق يجب الاشارة الى ان النظريات الكنزية التقليدية والحديثة لم تستطع ان تجد حلول مقنعة لعجزها عن تنشيط  الاقتصادية العالمية وبالتالي فان استخدام الافكار الكنزية اليوم من قبل الحكومات سوف يهدف الى انقاذ مايمكن انقاذه من اقتصاد الداخل ولكن على الاغلب سيشهد الاقتصاد الدولي ازمة انكماش غير مسبوقة سينتج عنها بالتأكيد اعادة النظر بمجمل انماط الانظمة الاقتصادية السائدة الى يومنا هذا (السوق الحر، الاقتصاد النقدي ) ولن تكون الكنزية نفسها بعيدة عن عملية اعادة التقييم هذه .

* آرثر جون بريتون مارويك فريستس (1936 – 2006) مؤرخ اجتماعي بريطاني، عمل لسنوات عديدة كأستاذ للتاريخ في الجامعة المفتوحة. تكمن اهتماماته البحثية في المقام الأول في تاريخ بريطانيا في القرن العشرين، والعلاقة بين الحرب والتغيير الاجتماعي. ويعد كتابه  The Nature of History اهم كتب علم التاريخ المعاصر والذي دافع فيه عن نهجه الجريبي تجاه كتابة التاريخ، وجادل ضد المنعطف نحو ما بعد الحداثة. وكان يؤمن إيمانا راسخا بأن احداث التاريخ هي ذات أهمية مركزية للمجتمعات.

* روبيرتو أزيفيدو: سياسي برازيلي والمدير الحالي لمنظمة التجارة العالمية. انتخب أزيفيدو لخلافة باسكال لامي مديراً عاماً لمنظمة التجارة العالمية مايو 2013.

*TPP تفاق الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ أو الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) هو اتفاق تجارة حرة متعدد الأطراف يهدف إلى زيادة تحرر اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقع الاتفاق الأصلي بين بلدان بروناي، وشيلي، ونيوزيلندا وسنغافورة في 3 يونيو 2005، ودخل حيز التنفيذ في 28 مايو 2006. خمسة بلدان إضافية وهي أستراليا وماليزيا وبيرو والولايات المتحدة وفيتنام تفاوض حاليا للانضمام إلى المجموعة

* CPTTPP اتفاق الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ ) بالإنجليزية: Comprehensive and Progressive Agreement for Trans-Pacific Partnership)، هي اتفاقية تجارية بين كل من أستراليا، بروناي، كندا، تشيلي، اليابان، ماليزيا، المكسيك، نيوزيلندا، بيرو، سنغافورة، وفيتنام.يشتمل اتفاق الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ على معظم بنود اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي، ولكن تم تعليق 22 بندا من الأحكام وتخفيض عتبة التشريع بحيث لا تكون مشاركة الولايات المتحدة مطلوبة. تم التوقيع على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي في 4 فبراير 2016، ولكن لم تدخل حيز التنفيذ بسبب انسحاب الولايات المتحدة. في مايو 2017، وافق جميع الموقعين الأصليين على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي باستثناء الولايات المتحدة على إحياء الاتفاقية من جديد، وتوصلوا إلى اتفاق في يناير 2018 على إبرام اتفاقية جديدة تحمل اسم الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ. أقيم حفل التوقيع الرسمي في 8 مارس 2018 في سانتياغو، تشيلي.

* عالم اقتصاد إنجليزي كان لأفكاره تأثير كبير على الاقتصاد المعاصر والنظريات السياسية وعلى السياسات النقدية للحكومات. صنفته مجلة تايم الأميركية واحدا من أهم مائة شخصية في القرن العشرين. دافع عن سياسات التدخل الحكومية في الاقتصاد، حيث تتدخل الحكومات عن طريق إجراءات مالية ونقدية لتخفيف الآثار العكسية للركود الاقتصادي والكساد والوفرة الاقتصادية.

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories