انسحاب قوات بعثات التحالف الدولي من العراق

Related Articles

انسحاب قوات بعثات التحالف الدولي من العراق

هشام الهاشمي

مستشار اول معهد السلام الاوربي باحث في الشؤون السياسية والامنية

بحلول عام ٢٠٢٠، تسعرت نيران العنف والكراهية بين الفصائل المسلحة الشيعية المنسجمة مع إيران “خارج سيطرة هيئة الحشد”، وبعثات التحالف الدولي العسكرية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، حيث صوت البرلمان العراقي يوم ٥ كانون الثاني/يناير ٢٠٢٠ بقرار نيابي غير ملزم للحكومة، بضرورة إخراج قوات التحالف الدولي من العراق وانهاء مهامهم القتالية واللوجستية، بعد تداعيات حادثة مطار بغداد الدولي في ٣ كانون الثاني/يناير٢٠٢٠ التي غيبت الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس مع مجموعة من المرافقين لهما.

خرجت التقارير الخاصة بتقدير المواقف الميدانية العسكرية والأمنية وكذلك تقارير الخاصة بتقدير المخاطر من العديد من القياديين الأمريكيين والعراقيين أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق بعد عام ٢٠٢٠ كان أمراً محبذاً على المستويين؛

 الأمني: (تقديم الاستشارة والتدريب والتقنيات العسكرية والمعدات وصيانة وتشغيل طائرات f16 وصيانة دبابات أبرامز وتوفير الأسلحة التخصصية قوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الرد السريع والافواج التكتيكية الخاصة في الجيش العراقي، وفي توفير المعلومات الاستخبارية وتشارك تحدث الأهداف وإدارة المجال الجوي ومراقبة المناطق الصحراوية واستخدام الاتصالات المرتبطة بالأقمار الفضائية العسكرية، بالإضافة الى المدفعية الذكية وسلاح الجو والمروحيات القتالية والوحدات القتالية الخاصة بالقوات المحمولة جوا، مع تبرعات ومنح عسكرية وامنية تجاوزت ٥ مليار دولار ..).

والسياسي: (استمرار مشاركة دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يساعد العراق في صناعة بيئة استثمارية آمنة، وتوفير الطمأنينة لدول الجوار العراقي، ودعم العراق في محافل الأممية، وإعطاء العراق الأولوية في المنح والمساعدات الدولية، وعند البنك الدولي، واسناد قرارات الحكومة الاتحادية في فرض الامن والاستقرار، والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية..).

شباط/فبراير٢٠١٩، بدأت وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لوجود عسكري غير محدد بنهاية زمنية يعتمد على زيادة أدوارها القتالية مع تقليص عديد مواردها البشرية، وذلك بحوارات مستمرة مع القيادة المشتركة العراقية ومع مستشارية الامن الوطني في كردستان، إلا أن الجمود الذي استمر سبعة أشهر بسبب معارك شرق الفرات في الجانب السوري، وقصف طائرات إسرائيلية لمقرات ومعسكرات ومخازن ومصانع خاصة بفصائل عراقية شيعية لديها “مقاتلين داخل هيئة الحشد الشعبي، ومقاتلين اخرين خارج هيئة الحشد الشعبي” وهي منسجمة مع مشروع ايران في تمكين محور المقاومة عبر طريق طهران ـ بيروت، اثار حفيظة تلك الفصائل التي أعطت المئات من الخسائر البشرية والالوف من الجرحى والملايين من الدولارات من أجل تواصل ترابط الطريق، وكانت تصريحات البيت الأبيض الأمريكي صريحا بعدم ردعها للهجمات التي تستهدف مقرات تلك الفصائل في العمق العراقي، وفي نفس الوقت تجد تصريحات البيت الأبيض ان إسرائيلية غير ملامة وان فعلها مبرر.

لم تصبر الفصائل الولائية حتى أعلنت رفضها من الوجود الأمريكي في العراق، ووجهت لهم التهمة بناءا على ان الأجواء العراقية بيد القوات الامريكية وبمكانهم ردع الهجمات الجوية الإسرائيلية، او السماح للعراق ان يشتري منظومة دفاع جوية متطورة من روسيا او الصين او إيران لردع انتهاكات إسرائيل للأجواء العراقية واعتدائها على فصائل تحمل الجنسية العراقية، وبشكل صريح رفض البيت الأبيض هذا الطلب وهدد الحكومة العراقية ووزارة الدفاع العراقية بالعقوبات العسكرية والاقتصادية الامريكية وبنفس القوة التي تعرضت لها تركيا حينما اشترت منظومة دفاع جوي متطورة من روسيا.

في تشرين الأول/أكتوبر٢٠١٩ انطلقت تظاهرات احتجاجية واسعة في المحافظات الوسطي والجنوبية، كان لها الدور بانشغال الفصائل الغاضبة والتي تبحث عن فرصة للانتقام والثأر من خلال قوة حلفائها في البرلمان العراقي، وتشريع قانون او قرار من شأنه يفرض على الحكومة جدولة خروج القوات الأجنبية من العراق، لكن انشغل البرلمان في احتواء الازمة الداخلية، وأصبحت هيئة الحشد في نقطة الحياد ليست مع او بالضد، وظهر لنا تقسيم جديد اعلن عنه الخلاف الذي حصل بين رئيس هيئة الحشد ونائبه، واكدته تصريحات الشيخ الخزعلي وأبو ألاء الولائي والشيخ اكرم الكعبي وكثير من الباحثين المقربين من منظومة الحشد والفصائل؛

١-الوية هيئة الحشد: وهي ترتبط بقانون ٤٠ لعام ٢٠١٦، مجموعة الوية وتشكيلات قتالية من المكونات العراقية “شيعة٦٠٪ وسنة ٢٨٪ و٢٢٪ أقليات”، أصبحت جزءا من منظومة الدفاع الوطني العراقي، ولديها هيكلية بحسب الامر الديواني ٢٣٧ لعام ٢٠١٩، وهي عضو في القيادة المشتركة العراقية بحسب الامر الديواني ٣٢٨ لعام ٢٠١٩، وهي قوة وطنية غير عابرة للحدود تتقاضى رواتبها من موازنة الدولة العراقية بحسب الامر الديواني ٣٣١ لعام ٢٠١٩.

٢-فصائل المقاومة العقائدية الشيعية: فصائل جهادية مرتبطة عقائديا وفقهيا بمنهجية الولي الفقيه السيد علي خامنئي، وترى ضرورة تصدير الثورة الإسلامية الشيعية خارج حدود ايران، عبر حلف محور المقاومة، وتحمل شعار تحرير القدس وفلسطين وقتال الجماعات السنية التكفيرية، لا تتقاطع مع الوية هيئة الحشد الشعبي، فلديها عدد كبير من مقاتليها داخل الوية ونسبة تزيد عن ٤٠٪ من قيادات الإدارات والاقسام والمديريات داخل هيكلية هيئة الحشد، خاصة المديريات المالية والأمنية والاستخباراتية وهيئة الأركان والاعلام والتطوير والتصنيع العسكري، وهذه القيادات مواقفها تكون بجانب موقف ايران اذا ما حدث اختلاف بين رئاسة هيئة الحشد وبين قادة الفصائل، وهناك امثلة عديدة منها الخلاف بين العبادي والمهندس عام ٢٠١٨ والخلاف بين الفياض والمهندس عام ٢٠١٩، حيث انحازت تلك القيادات الى موقف المهندس وبشكل معلن، وهي ليست على انسجام مع قوات حشد العتبات التابعة لمرجعية النجف، وقوات سريا السلام التابعة للسيد مقتدى الصدر.

تشكيلات فصائل المقاومة انقسمت الى فريقين؛ الأول تبن التصدي للوجود الأمريكي بالطرق القانونية والسياسية “عصائب اهل الحق وبدر ومعظم الالوية الولائية الوطنية التي ليس لها مقاتلين خارج حدود العراق”.

والفريق الثاني تمثل بإعلان الوقت للتصدي للوجود الأمريكي بالسلاح دون تبني أي عملية عسكرية وقعت لاحقا، وهم كتائب حزب الله وكتائب حزب الله النجباء وكتائب سيد الشهداء.. هذا الفريق أحرج السيد عادل عبد المهدي والقيادة المشتركة العراقية بمناسبات عديدة مع التحالف الدولي ومع الإدارة الامريكية.

بشكل واضح مارست الخلايا الولائي عمليات استهداف للوجود الأمريكي العسكري والمدني في العراق وكانت بداية الصراع المباشر بعد حادثة ٢٧ كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٩ التي تضمنت استهداف القسم الخاص بالقوات الأمريكية داخل معسكر كي وان شمال غرب كركوك، نجم عن ذلك مقتل متعاقد امريكي، حيث لم تتبناه جهة مسلحة فصائلية وأيضا لم تتبناه مفارز فلول داعش، واتهمت الولايات المتحدة كتائب حزب الله العراق، وفي ٢٩ كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٩ استخدمت القوات الامريكية تكتيك “ضربة بضربة” الذي كان قاسيا حيث. استهدف قوات من لواءين ٤٥،٤٦ من الوية هيئة الحشد الشعبي وفي نفس الوقت تنظيميا يتبعون كتائب حزب الله العراق، دفع الامر بالفصائل الى تصعيد الحماسي وتظاهروا بحصار مبنى السفارة الامريكية في بغداد وحاولوا اقتحامها، وردت القوات الامريكية بعملية نوعية كما سماها رئيس الولايات المتحدة، انتهت بتغيب الفريق سليماني والمهندس ومجموعة من المرافقين لهما بالقرب من مطار بغداد الدولي في ٣ كانون الثاني/يناير ٢٠٢٠.

 ومنذ ذلك التاريخ بدأت الفصائل الولائية المسلحة ولغاية ٣٠ اذار/مارس ٢٠٢٠ ب٢٥ عملية استهداف وشيك للمصالح الامريكية المدنية والعسكرية في العراق، كان أشدها قسوة استهداف معسكر التاجي في ٩ و١٤ اذار/مارس ٢٠٢٠، حيث قتل أمريكيين وبريطانية وجرح اخرين، وردت القوات الأمريكية وفق تكتيك “ضربة بضربة” بغارة جوية متعددة ضد خمسة مخازن للأسلحة التابعة لكتائب حزب الله لواء ٤٥، وسقط خلالها ٤ من القوات النظامية العراقية وشخص مدني يعمل في مطار قيد الانشاء في أطراف محافظة كربلاء.

في يوم ١٩ اذار/مارس ٢٠٢٠ أعلنت قوات التحالف الدولي والقيادة المشتركة العراقية عن تسليم الأقسام الخاص بالبعثات العسكرية الدولية في القواعد والمعسكرات العراقية الى الجانب العراقي فكانت البداية لمعسكر القائم غرب الانبار، ومن ثم معسكر القيارة جنوب نينوى، ومعسكر كي وان شمال غرب كركوك، ومعسكر قيادة عمليات نينوى..

بحسب المعلن من بيانات التحالف الدولي الذي عرف هذا الانسحاب والتسليم؛ بإعادة انتشار وتمركز وتوقف خدمات مهمات حملة العزم الصلب، والحد من انتشار فيروس كورونا.

وبحسب مصدر رفيع في القيادة المشتركة العراقية؛ ان هذا متفق عليه مع التحالف الدولي منذ شهور ماضية ولا علاقة له بالهجمات التي تشنها خلايا الكاتيوشا.

لكن من يلاحظ ان القواعد المشتركة التي تم الانسحاب منها وهي القائم والقيارة وكي وان وعمليات نينوى، يعلم أنها ليس فيها مخابئ محصنة وايضا ليس فيها منظومة دفاع ارض جو متطورة، ومن المرجح ان يكون هناك سببا رابع للانسحاب يتمثل في حماية قوات التحالف من هجمات الفصائل المسلحة التي أخذت بالتصعيد بعد 3 من يناير/ كانون الثاني 2020، ويتم تزويد باقي القواعد مثل عين الأسد وبلد والحبانية ومطار بغداد والتاجي بمنظومات دفاع متطورة من نوع باتريوت، حيث أن أهمية قوات التحالف ليس بعديد مواردها البشرية وإنما أهميتها بأدوارها النوعية القتالية، وان الوعد الحكومية العراقية غير كافية بملاحقة خلايا الكاتيوشا والتي أعلنت عن نفسها باسم “عصبة الثأرين” وبمباركة كتائب حزب الله والنجباء وسيد الشهداء.. وذلك بسبب عجز ارادتها وليس قدرتها عن اصدار هكذا قرار، وثانيا كونها تخشى من الدخول باقتتال شيعي- شيعي، وثالثا الحكومة تعلم جيدا وزن واحجام الأحزاب السياسية التي تقف خلف خلايا الكاتيوشا وبالتالي لا تريد ان تدخل معهم بصراع وهم من أكبر حلفائها.

في يوم ٣٠ اذار/مارس ٢٠٢٠ أصدر السيد عادل عبد المهدي بصفته القائد العام للقوات مسلحة بيانا يصف به الصراع بين الفصائل الولائية والقوات الامريكية على الساحة العراقية ب”الاعمال اللاقانونية واللامسؤولية التي يقوم بها البعض في استهداف القواعد العسكرية العراقية او الممثليات الأجنبية هو استهداف للسيادة العراقية وتجاوز على الدولة العراقية حكومة وشعبا، وهو عمل مدان من قبلنا وأننا نتخذ كل الاجراءات الممكنة لملاحقة الفاعلين ولمنعهم من القيام بهذه الاعمال، لكننا بالمقابل نتابع بقلق المعلومات التي ترصدها قواتنا من وجود طيران غير مرخص به بالقرب من مناطق عسكرية في سبايكر ومعسكر الشهداء في الدوز ومطار حليوة ومعسكر اشرف والمنصورية وغيرها، ونحذر من مغبة القيام بأعمال حربية مضادة مدانة وغير مرخص بها، ونعتبر ذلك تهديدا لأمن المواطنين وانتهاكا للسيادة ولمصالح البلاد العليا. لقد ادنا سابقا مثل هذه الاعمال وحذرنا من اثارها الخطيرة، وأننا نحذر اليوم كذلك من خطورة القيام باي عمل تعرضي دون موافقة الحكومة العراقية، ونحمل الجهة التي تقوم به مسؤولية ذلك. “

وبحسب هذا التصعيد السياسي مع خطورة انتشار فيروس كورونا فان البعثات العسكرية الفرنسية والكندية الجيكية في المنطقة الشمالية وهي قد توقفت عن مهماتها التدريبة والاستشارية وسوف تغادر العراق الى بلدانهم وهذا المغادرة تبقى مؤقتة لحين انتهاء تهديد خطر فيروس كورونا او لحين اعلان عودة البعثات الى مهمتها التدريبة، او قد لا تعود بناءً على طلب الحكومة العراقية بحسب المشاورات والحوارات مع القيادة المشتركة العراقية وقيادة التحالف الدولي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل كان بإمكان الموارد البشرية لقوات دول التحالف والولايات المتحدة التي هي اقل من ١٠ الاف مقاتلا أن تحول دون تمدد نفوذ الفصائل الولائية في مناطق جنوب إقليم كردستان من العراق، ومن قطع سلطتهم على طريق طهران- بيروت؟

لكن المحلل الأمريكي يرى آنه الولايات الامريكية لا تحتاج الى موارد بشرية فلديها تجربة “حرب الدرون” مع القاعدة في اليمن وأفغانستان، وتجربة العمليات الخاصة كما حدث في ادلب عند تصفية زعيم تنظيم داعش البغدادي، وهذا كله لا يحتاج الا لقواعد أحادية او مشتركة في جغرافية موثوق بها، “كردستان، وغرب العراق” واستخدام تقنيات القتال عن بعد وأكثر دقة واقل كلفة.

فليس من مصلحة الولايات المتحدة توسيع الصراع مع الفصائل الولائية العراقية التي كونت وعززت نفسها تنظيما مؤسساتيا “عسكريا وسياسيا واقتصاديا واعلاميا وثقافيا” ولديهم مقبولية شعبية في بعض المناطق ممكن ان تكون لهم حاضنة لأشخاصهم وعوائلهم ومقراتهم ومخازنهم وحتى معسكراتهم، وكل ردة فعل تنتج خطأ مقصودا او غير مقصود سوف يوسع من التأييد الشعبي لهم.

بيد، إن الحجج الشائعة حول موضوع الانقلاب العسكري بدعم داخلي وخارجي لإزاحة الأحزاب الدينية الشيعية، ليس سوى هراء فالانقسامات الطائفية والقومية والثقافية العراقية، التي استغلتها قوى اللادولة، عميقة ولم تكن قابلة لعلاج ولا يمكن استخدام الانقلاب الا لجلب المزيد من الفوضى.

والولايات المتحدة ودول التحالف الدولي هي اليوم منشغلة بنفسها وهي اكثر ميلا الى العزلة عن التأثير خارج حدودها الوطنية، وهذه العزلة سوف تصنع لفلول تنظيم داعش فرصة ذهبية بدأ يغتنمها منذ أسابيع ماضية، فتردِّي أوضاع المؤسسات الصحية في العراق سوف يدخل الحكومة والقوات المسلحة بتحدي ضبط الفئات المجتمعية الأكثر فقرا وتوفير حاجاتها الاقتصادية والصحية، واستمرار شكاوى تلك الفئات بسبب كثرة الوفيات التي تقع في صفوفها، ربما يدفع بارتفاع نسب الجريمة الاقتصادية، وهذا محتمل مع مؤشرات زيادة عديد عمليات الخطف لأسباب اقتصادية، إذ تشير الأرقام إلى أن عدد المراكز الصحية الرئيسة والفرعية يبلغ 2765 مركزاً، والتي تمثل نسبة 7.2 بالمئة لكل مئة ألف نسمة؛ ما يجعل العراق بحاجة إلى 3000 مركز صحي إضافي لمواكبة المعايير الدولية. وبحسب الأرقام التي أوردها الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2016.

عدم عدالة الحكومات المحلية في توفير المعدات الطبية والصحية لسكان القرى والارياف جعل الكثير منهم يبدو ناقما وغاضبا وبطريقة التشهير والتهديد المعلن، لاسيما في خارج المدن الرئيسة، حيث يوجد 260 مستشفىً حكومياً كلها في مراكز المدن عدد كبير منها خارج من الخدمة نتيجة الحرب على داعش وبسبب الفساد الإداري والمالي، وهناك ١٢١ مستشفىً أهلياً غالبها داخل المدن وهي مكلفة جدا.

إلى جانب انخفاض مستوى تأهيل نسبة كبيرة منهم للتعامل مع الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالفيروس؛ مما يمكن أن يحوّل تلك المناطق الى بؤرة لوباء بسبب الإهمال وعدم العدالة الاجتماعية، وهذا يعني انشغال الألوف من افراد قوات الحشد الشعبي والعشائري بشؤون عوائلهم الصحية حيث ان غالب المقاتلين هم من ابناء تلك المقاتل، وهذا يزيد من هشاشة خطوط المرابطة والصد في المناطق التي تصنف عسكريا بالخواصر المريضة، فعلى. سبيل المثال انسحاب لواء ٣١٤ سرايا السلام من أجل مساعدة قوات عمليات بغداد من فرض حظر التجوال في مناطق شرق بغداد، أشر خللا في مناطق جنوب سامراء وغرب الثرثار، حيث لاحظت التقارير الاستخباراتية ان هجمات مفارز فلول داعش اخذت بالتزايد.

التحدي الاجتماعي لسكان مناطق الأطراف وذلك لتمسكهم بعاداتهم وتقاليديهم المحلية والعشائرية، مثل الجلوس بديوان الشيخ والتجمعات المآتم والاعراس والصلوات في المساجد وعيادة المرضى وزيارة الأقارب، لاسيما في مناطق أطراف المدن حيث انسحبت منها القوات النظامية والساندة الى مراكز المدن والمحافظات، وأصبحت الحكومة لا تملك سلطةً فعلية فيها، وهو ما اختبرته القوات الأمنية حين حاولت الحجر الصحي على عوائل المتوفين في محافظتي واسط وميسان، ومنع إقامة مراسم العزاء، حيث بادر أفراد العشيرة إلى التهديد بالأسلحة.

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories