العد التنازلي النهائي للانتخابات – عالية المخاطر

Related Articles

العد التنازلي النهائي للانتخابات – عالية المخاطر

توقعات الانتخابات الرئاسية – 2020- للولايات المتحدة

ترجمة (بتصرف) : هالة السلام

The Economist Intelligence Unit

 IFPMC – London

اصدرت وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU) – وهي وحدة البحث والتحليل التابعة لمجموعة الايكونوميست التي تساهم في مساعدة الشركات والمؤسسات المالية والحكومات على فهم التغيرات التي تحصل في العالم، وكيف يخلق ذلك فرصاً يمكن اغتنامها، اضافة الى فهم المخاطر التي يجب معالجتها، تقريرها لشهر أكتوبر، حول مجريات الانتخابات الامريكية، عالية المخاطر “كما وصفها التقرير”، والتي دخلت في مرحلة العد التنازلي، مع جملة من التوقعات والتحليلات والتداعيات السياسية والاقتصادية للحدث الاهم في الولايات المتحدة الامريكية والابرز في عموم العالم.

جاء في التقرير:

بغض النظر عن النتيجة، ان الانتخابات الرئاسية الأمريكية – المرتقبة في الثالث من نوفمبر / تشرين الثاني، لها عواقب بعيدة المدى، وانه لا يمكن للتداعيات السياسية لفوز شاغل المنصب الحالي الرئيس “دونالد ترامب”، أو منافسه الديمقراطي، “جو بايدن”، ان تكون أكثر تبايناً.

تتوقع وحدة الاستخبارات الاقتصادية من المرشحين اتباع مناهج مختلفة، إلى حد كبير، في مجالات مثل تغير المناخ وضرائب الشركات، فضلاً عن التعاون مع الحلفاء.

الناخبون الأمريكيون يدركون حجم المخاطر: حيث ذكر 75٪ من المشاركين في استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس/ Ipsos في سبتمبر / أيلول إن انتخابات نوفمبر 2020 هي “معركة من أجل روح الأمة”.

مع ذلك، امام الولايات المتحدة رحلة في طريق وعر، قبل موعد أداء اليمين الدستورية للحكومة الجديدة في 20 يناير / كانون الثاني 2020، فمن المرجح أن يشكك ترامب في نتيجة الانتخابات، ما لم يكن فوز بايدن مؤكدا.

ونظراً لعدم وجود سابقة للتعامل مع الانتخابات المتنازع عليها والظروف الفريدة التي أوجدتها جائحة الفيروس التاجي المستمر، تشير التوقعات الى استمرار هذا النزاع حتى نهاية عام 2020.

وفي النهاية، يتم إعلان الفائز رسميا قبل موعد التنصيب، في مواجهة للضغوط السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة. لكن، ومع ذلك، تبقى أخطار الجانب السلبي قائمة، والمتمثلة في استمرار النزاع إلى ما بعد 20 يناير / كانون الثاني، مما سيؤدي إلى تعطيل عملية تسليم السلطة وتشكيل أخطار اقتصادية جدية.

فوز بايدن – النتيجة الأكثر ترجيحا حتى الآن

مع تقارب موعد الانتخابات الرئاسية، الفرص تميل لصالح بايدن.

يتمتع بايدن بقاعدة دعم أقوى بين الناخبين الديمقراطيين وبين عموم الناخبين، مقارنة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في عام 2016.

قاعدة الدعم الأساسية لترامب صلبة للغاية، لكنها لم تتوسع لأكثر من 40-44٪ من الناخبين طوال فترة ولايته الأولى،

مما سيجعل من المستحيل عليه، تقريبا، السير في نفس المسار الضيق للفوز في الهيئة الانتخابية كما فعل في عام 2016، خاصة وأن جائحة فيروس كورونا والاضطرابات الاجتماعية المتفاقمة قد كشفت عن نقاط ضعف في أسلوبه في الحكم.

مع بقاء أربعة أسابيع على الانتخابات، لا يزال بايدن يتقدم على ترمب في الاستطلاعات الوطنية بثماني نقاط مئوية – أي أقل بالمقارنة مع تقدمه السابق (بأكثر من عشر نقاط) في يوليو/ تموز الماضي، حيث استخدم ترامب شبح الاضطرابات الاجتماعية، ومؤخراً، التصديق الوشيك لقاضٍ محافظ سادس في المحكمة العليا، لتحفيز قاعدته المحافظة.

وحتى الآن، لم تتغير استطلاعات الرأي الخاصة بسيد ترامب منذ إصابته بفيروس كورونا، على الرغم من أن هذا سيظل بطاقة جامحة في الأسابيع المقبلة. مع ذلك، فإن تقدم بايدن في الاقتراع لا يزال كبيراً.

استطلاع الرأي العام

لابد من مناقشة استطلاعات الرأي العام التي تجري حول الانتخابات ولا يمكن تجاهلها، بل ينبغي التعامل لكن ببعض الحذر، فبعد كل شيء، لعبت استطلاعات الرأي دورا ضعيفا، بشكل ملحوظ، في التكهن بفوز ترامب لعام 2016، مع ذلك، لا يزال بإمكانها تقديم رؤى مهمة لسباق هذا العام.

وتجدر الإشارة الى ان الاستطلاع الوطني في عام 2016 في الحقيقة كان أكثر دقة مما بدا عليه – ذلك بعد الإدراك المتأخر.

فقد تقدمت كلينتون على ترامب في استطلاعات الرأي بثلاث نقاط مئوية في هذه المرحلة من الدورة الانتخابية لعام 2016، وهذا انعكاس دقيق إلى حد ما للتصويت الشعبي، الذي حصلت عليه السيدة كلينتون بهامش 2.1٪ (48.2٪ من الأصوات الشعبية، مقارنة مع 46.1٪ لترامب).

على الرغم من ذلك، فإن انتصار ترامب الضيق في ساحة المعركة الرئيسية المتضمنة الولايات الاربع (فلوريدا، ميشيغان، وويسكونسون، وبنسلفانيا) بهامش أقل من 2٪ من الأصوات في كل ولاية – سمح له بالفوز في الهيئة الانتخابية.

الا ان عام الانتخابات هذا يبدو مختلفاً، لطالما احتفظ بايدن بتقدم أكبر على ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية أكثر مما فعلت السيدة كلينتون، مما يشير إلى أنه سيكون من الصعب هذه المرة على ترامب تحقيق فوز ضيق في الهيئة الانتخابية.

كما أظهر تحليل – ما بعد الانتخابات، الذي أجراه مركز بيو للأبحاث، أن نسبة – أكبر من المعتاد، من الناخبين المتأرجحين اختاروا السيد ترامب في اللحظة الأخيرة، على الرغم من عدم الإشارة إلى دعمهم له في استطلاعات الرأي السابقة.

واشار بحث بيو أن قرارات اللحظة الأخيرة هذه، لصالح ترامب، ساعدت على تعزيز هوامشه في الولايات المتأرجحة الرئيسية بأكثر من نقطة مئوية واحدة – وهو ما يكفي لإحداث الفارق بالنسبة لترامب ولجعل الاستطلاع يبدو خاطئا.

ماذا يدور في ساحة المعركة؟

من المتوقع أن يتم تحديد نتيجة الانتخابات من قبل عدد قليل من الولايات المتأرجحة الرئيسية، كما حصل في عام 2016،

احتل السيد بايدن المقدمة، منذ الخامس من تشرين الأول (أكتوبر)، واستمر، وفقا لنتائج الاقتراع الكلي في المراكز الأربع الأكثر أهمية: ميشيغان، ويسكونسون، بنسلفانيا، وفلوريدا.

ونظراً لظروف الاقتراع الفريدة التي أوجدها الوباء، لا نتوقع إعلان النتائج في أي من هذه الولايات الرئيسية رسمياً لعدة أيام، على الأقل – مما يفتح الباب للنتائج لتكون محل نزاع في غضون ذلك.

ميشيغان

يتقدم بايدن في استطلاعات الرأي في ميشيغان، لكن السيد ترامب قد يكون لديه طريقة لتضييق هذه الفجوة يوم الانتخابات.

بيّن بحث حديث لنشرة ” The Cook Political Report” (وهي نشرة إخبارية مستقلة غير حزبية تحلل الانتخابات والحملات الانتخابية لمجلس النواب الأمريكي)، بين البحث أن هناك جيباً كبيراً من مؤيدي ترامب المحتملين في ولايات الغرب الأوسط مثل ميشيغان الذين لم يصوتوا في انتخابات عام 2016.

كما أظهرت بيانات استطلاعات الرأي من مركز بيو للأبحاث /Pew Research Centre (مركز معلومات مختص بالقضايا الاجتماعية والرأي العام والاتجاهات الديموغرافية التي تشكل الولايات المتحدة والعالم)، أن 60٪ من سكان ميشيغان الذين لم يصوتوا في عام 2016 هم من البيض غير الحاصلين على تعليم جامعي – المجموعة الديمغرافية التي يتمتع فيها ترامب بأكبر تقدم له على بايدن.

وبدلاً من محاولة جذب الناخبين خارج قاعدته الأساسية، من المتوقع أن يركز السيد ترامب على حشد جميع الناخبين داخلها – بما في ذلك تركيزه على إنفاذ القانون والاضطرابات الاجتماعية الحضرية.. “في انتخابات متقاربة، حتى مجموعات الناخبين الصغيرة مثل هذه يمكن أن تحدث فرقاً”.

وقد مددت ولاية ميشيغان الموعد النهائي لاستلام بطاقات الاقتراع البريدية لمدة أسبوعين تقريباً، أكثر من معظم الولايات الأخرى، ومن المرجح أن يفيد هذا بايدن، حيث أشار المزيد من مؤيدي الديمقراطيين إلى أنهم يخططون للتصويت عبر البريد أكثر من الجمهوريين.

ومع ذلك، من المرجح أن يتم الطعن في فترة الفرز الممتدة من قبل الفريق القانوني للسيد ترامب في المحاكم، مما يطيل النزاع الانتخابي.

ويسكونسون

على غرار ميشيغان، شكّل البيض غير الحاصلين على تعليم جامعي 64 ٪ من مجموع غير الناخبين في ولاية ويسكونسون في انتخابات عام 2016.

لذا، ليس من المستغرب أن يختار السيد ترامب زيارة كينوشا بولاية ويسكونسن في أعقاب الاشتباكات بين أنصار حركة Black Lives Matter (السياسية الاجتماعية اللامركزية التي تدعو إلى العصيان المدني غير العنيف احتجاجاً على حوادث وحشية الشرطة وجميع أعمال العنف ذات الدوافع العنصرية ضد السود)، وبين المتظاهرين اليمينيين في أواخر أغسطس / آب، وهذا هو المكان الوحيد الذي حظي بزيارة ترامب – من بين مناطق الاحتجاجات المتعلقة بالعرق. وبينما كان هناك ركز بشدة على التهديدات التي تشكلها الاضطرابات الحضرية – على الأرجح في محاولة لحشد قاعدته.

من المرجح أن يتم الإعلان عن النتائج من ولاية ويسكونسن قبل نتائج ولاية ميشيغان، مما يجعل الولاية رائدة في أداء ترامب في الغرب الأوسط المتأزم.

بنسلفانيا

يتبين ان تقدم بايدن ضيق في ولاية بنسلفانيا، بنسبة 5٪، حيث مفتاح كلا المرشحين هو سياساتهم المتعلقة بالصناعة.

ربما يكون ترامب متخلفاً في استطلاعات الرأي هنا نظراً لفشل إدارته في إحياء الصناعات التقليدية في ولاية بنسلفانيا، كما وعد خلال حملته الانتخابية عام 2016.

فيما قد يواجه بايدن أيضاً معركة شاقة، حيث تخلق خططه لتعزيز الصناعات الصديقة للمناخ حالة من عدم اليقين لعشرات الآلاف من الناخبين الذين يعملون في قطاعات رئيسية في ولاية بنسلفانيا، بما في ذلك التعدين والتصنيع.

فلوريدا

لعبت فلوريدا في العقود الأخيرة دور المتنبئ الدقيق بالفائز النهائي في السباق الانتخابي – ذهابا للجمهوري جورج دبليو بوش في عامي 2000 و2004، والديمقراطي باراك أوباما في عامي 2008 و2012، ثم السيد ترامب في عام 2016 – ويمكنها أن تقرر النتيجة لأي من المرشحين.

السباق يبدو ضيقاً للغاية. سوف يلعب الناخبون من أصل إسباني دوراً حاسماً، اذ تحسنت نسبة تأييد ترامب بين الناخبين من أصل إسباني بنسبة 7٪ مقارنة بعام 2016 – بالمقابل بقيت تصنيفاته راكدة، أو انخفضت، مع جميع مجموعات الناخبين الأخرى تقريبا.

لم تمد ولاية فلوريدا حتى الآن الجدول الزمني لعمليات الاقتراع البريدية، ومن المحتمل أيضا أن يؤجج هذا التوترات في الأيام اللاحقة للانتخابات، إذا اعتبر الديمقراطيون أن بعض بطاقات الاقتراع البريدية قد تم خصمها.

كيف يمكن ان يحدث النزاع الانتخابي؟

من المتوقع ان يتخذ السيد ترامب، في وقت مبكر من ليلة الانتخابات، زمام المبادرة – بفرز الاصوات وحساب نتائج التصويت الشخصي – والتي من المرجح أن تكون لصالح السيد ترامب، والإبلاغ عنها أولاً.

وبهذا يعلن السيد ترامب النصر قبل الأوان. الا ان تقدمه سيتلاشى خلال الأسبوع التالي مع احتساب الأصوات البريدية.  ومن الممكن، بعد ذلك، ان يعترض، مدعياً حدوث احتيال واسع النطاق في نظام الاقتراع البريدي.

من المرجح أن يقوم المحامون (ممثلو حملة ترامب) برفع دعاوى قضائية في ولايات ساحات المعركة – ولاسيما التشكيك في صلاحية بطاقات الاقتراع البريدية.

وبالمقابل، سيطلق فريق بايدن دعاوى مضادة، مما يمهد الطريق لنزاع قد يمتد الى ديسمبر / كانون الاول.

ربما سينتهي النزاع في نهاية المطاف في أحد المكانين: أمام المحكمة العليا أو الكونجرس.

يجوز للمحكمة العليا، على سبيل المثال، إلغاء أوامر إعادة الفرز، والتي يمكن أن تقرر نتيجة التصويت في الولايات الرئيسية، مع ذلك، فإن حكم المحكمة العليا بشأن العملية الانتخابية لا يكفي لإنهاء النزاع، بل يجب أن يتنازل المرشح الخاسر رسمياً حتى ينتهي النزاع – مما يخلق احتمالاً بمواصلة الطعن – من جانب السيد ترامب، في نتائج الدولة المختلفة، في المحاكم، حتى يناير 2020، والمخاطرة بعدم تحديد فائز بحلول يوم التنصيب.

إذا اختلفت سلطات الولاية فيما بينها حول نتيجة التصويت المحلي – على سبيل المثال، إذا لم يتفق الحاكم والمجلس التشريعي للولاية – فقد ينتهي النزاع أمام الكونجرس. ترسل الولايات قائمة بالناخبين إلى الهيئة الانتخابية للتصويت نيابة عن الفائز بالولاية، والكونغرس مسؤول عن فرز تلك الأصوات.

في هذه الحالة، النتيجة غير واضحة، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها آلية مؤسسية مختبرة لحل مثل هذه الأزمة.

إذا كان هناك اجماع بالرأي على أنه لم يتم تحديد هوية الفائز حتى الآن، فإن زعيم مجلس النواب – في هذه الحالة، الديمقراطية نانسي بيلوسي – سيتولى القيادة في يوم التنصيب كزعيم مؤقت.

ومع ذلك، فإن هذا التسلسل القيادي ربما لن يبدأ إذا كان كلا المرشحين لا يزالان يدعيان الفوز في ذلك الوقت.

في مثل هذا السيناريو، قد يرفض السيد ترامب ترك منصبه.

وفي هذا السيناريو الأسوأ، من المحتمل أن يرفض الديمقراطيون في الكونجرس دفع جدول الأعمال التشريعية إلى الأمام حتى يتم حل الخلاف.

ومع تعليق قرارات الميزانية، من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إغلاق الحكومة في أوائل عام 2021.

وهذه نتيجة متطرفة بالنظر إلى أن البلاد لاتزال تتعافى من التداعيات الاقتصادية للوباء، ومازالت عشرات الملايين من الأسر تعتمد على إعانات البطالة المدعومة من الدولة.

لهذا السبب، لا نتوقع أن يتم جر الخلاف الانتخابي إلى السيناريو الأسوأ. نظرًا للاضطرابات الاجتماعية التي قد يثيرها هذا الأمر والتداعيات الاقتصادية الضارة. بل تذهب التوقعات الى تراجع أحد المرشحين أو الآخر قبل يوم التنصيب.

ومع ذلك، ان خطر تأجيل التنصيب لا يمكن شطبه، في فصل جديد مقلق للديمقراطية الأمريكية.

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories