بيان رأي
قمة مجموعة السبع
تجمع الديمقراطيات الكبرى
د.رنا خالد
رئيسة الباحثين في منتدى صنع السياسات العامة
IFPMC-LONDON
JUNE 2022
قمةُ قادةِ مجموعة السبع كانت خلال السنوات الماضية متهمة بأنها مجموعة دولية خارج العصر باعتبار ان أعضائها يمثلون قوى دولية غير متوازية وغيرمتقاربة في وجهات نظرها ازاء القضايا والتحديات العالمية. والواقع ان هذا الاتهام طال العديد من التجمعات الدولية التي شهدت العديد من الانتكاسات وتضارب وجهات النظر بين اطرافها، اضافة الى تغير اهداف العديد من القوى الكبرى وتحديداً تراجع مبدأ الشراكة العالمية المعاصر القائم على اجتماع القوى الدولية المتعددة الاتجاهات والمستويات لبناء صورة واضحة ومتوازنة للتنمية والسلام العالمي .
ولكن دبت الروح في قمة G7 منذ قمة حزيران 2021 العام الماضي والتي جرت في كرونويل في المملكة المتحدة وكانت اول قمة عالمية حضورية في زمن الوباء العالمي كما انها اول قمة يحضرها الرئيس بايدن بعد تسلمه قيادة البيت الأبيض بعد عهد ترامب الذي رفع راية الشجب والنقد لجميع تلك المنظمات والاحلاف والتكتلات العالمية التي تأسست خلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية او ما بعد الحرب الباردة واعتبرها جثث هامدة لا تتماشى مع اهداف الولايات المتحدة العالمية . وعلى الرغم من ان مجموعة ال G7عندما انطلقت مطلع العام 2000 كانت قوتها تمثل 44% من الناتج الإجمالي العالمي الا ان المجموعة لا تزال تمثل 31%من الناتج العالمي ويتمتع أعضائها المجموعة بخمسي حقوق التصويت في كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وفي عام 2021 غطى أعضاء المجموعة مع مع أعضاء المفوضية الاوربية 70% من ميزانية برنامج الأغذية العالمي البالغ 10 مليار دولار في حين قدمت الصين اقل من 1% لتمويل برامج انعاش وتمويل الغذاء عبر العالم [1].
خلال قمة G7 كرونويل 2021 تم القفز فوق كل الانقسامات الحادة بين قادة الحلف بعد ازمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي إضافة الى تداعيات ازمة جائحة كورونا التي ضربت أسس الاقتصاد العالمي. ولكن الانقسام الأكثر خطورة كان تحديد التهديد العالمي الذي يجب ان تتوحد ضدة الديمقراطيات الكبرى ففي الوقت الذي أصرت فيه الولايات المتحدة على اعتبار الصين هي التهديد العالمي الأكبر والأكثر خطورة على القوى الكبرى الغربية ، نقضت رئيسة المفوضية الاوربية (أورسولا فاندرلاين) الطرح الأمريكي وأكدت ان ما يهدد اوربا والسلم العالمي هو الخطر التمدد الروسي. وبالتالي تعد قمة القادة مجموعة السبع في العام الماضي اول المبشرين بخطورة التمدد الروسي وتأثيراته على الامن العالمي. لم تستطع دول المجموعة الاوربية من اقناع الرئيس بايدن بمدى خطورة اهمال روسيا كما لم يستطع الرئيس الأمريكي من اقناع اوربا بالتحالف مع الولايات المتحدة ضد الصين.
اندلاع الحرب في أوكرانيا أعاد توحيد وجهات النظر بين اوربا والولايات المتحدة بطريقة غير مسبوقة ونشط فعالية العديد من التكتلات العالمية الغربية ومن ابرزها مجموعة السبع التي استطاعت ان تظهر ديناميكية عالية لمواجهة المستجدات العالمية بعكس مجموعة العشرين التي أصيبت بالشلل الكامل والانقسام العميق. هذا العام وفي قمة ( شلوس إلماو) في المانيا اظهر قادة مجموعة السبع ليس فقط الوحدة حيال القضايا العالمية بل العزم على إعادة رسم النظام الاقتصادي العالمي الجديد، وتحولت من قمة لسماع وجهات نظر القوى الاقتصادية المهمة في العالم الى منتدى يجمع ما اسماه المستشار الألماني (اولاف شولتس) ” تجمع الديمقراطيات القوية اقتصادياً” وهي تسمية تمنح مجموعة G7 قاعدة أوسع من الشراكة ، وهي كذلك الوصف الدقيق لشكل وأسلوب عمل التحالف الغربي لمرحلة ما بعد الحرب في أوكرانيا.
خلال قمة هذا العام كان امام القمة مناقشة التحديات الثلاثة :
الأول : ما لذي يجب فعله بشأن الحرب في أوكرانيا ؟
الثاني : ما لذي يجب فعله للحفاظ على الزعامة العالمية ؟
ثالثاً: كيف يمكن تقليل اثار ارتفاع أسعار الطاقة العالمية؟
الرابط بين هذه التحديات هو امر حاسم بالنسبة لمستقبل تلك القوى الكبرى حيث ان الصراع مع روسيا وحتى الصين يتطلب ان تثبت هذه الدول بانها موحدة في مواقفها ورؤيتها العالمية كما يجب ان تثبت بانها قادرة على أداء دورها العالمي كقوة اقتصادية فاعلة وقادرة على دعم التنمية العالمية .
أوكرانيا
تم خلال قمة هذا العام التعهد المطلق بدعم أوكرانيا (طوال ما يتطلبه الامر ) بحسب تعبير البيان الصادر من القمة ، وهو تعبير يبدو قويا ومطلقاً ولكنه أيضا يبدوا فضفاضاً وغير محدد. فالحرب قد تأخذ سنوات ليس بشكلها العسكري المباشر كما هو الحال الان بل بأشكال مختلفة وبتبعات متعددة الزوايا والابعاد وسوف تؤثر حتماً على السياسة والاقتصاد والامن والسلم المجتمعي في أوكرانيا التي قد تصبح نموذجاً مشابهاً لوضع بولندا ابان الحرب العالمية الثانية. ومن جهة أخرى لا يخفى على احد ان اوربا ليست على خط واحد في مسألة التعامل مع موسكو ، حيث تؤكد العديد من الدول الاوربية ان كسر بوتين ليس في مصلحة اوربا التي قريباً ستواجه الألم الاقتصادي الذي سوف يثير الغضب والاضطراب الشعبي ويهدد وحدة واستقرار القارة . ودول أخرى في شرق القارة الاوربية تعتقد اصلاً بأن الفاعلين في حرب أوكرانيا لا يدفعون ثمن واحد ولا يتعرضون الى ذات التهديد ومع هذا تصر القوى الغربية الكبرى على ان ينجر الجميع في هذه الحرب اللامتناهية والغير مبررة بالنسبة لهم.
التنمية
القمة ايضاً اعلنت مبادرة (الشراكة من اجل تنمية البنية التحتية العالمية والاستثمارPGII) وهي ومبادرة سبق ان طرحها الرئيس بايدن في قمة مجموعة السبع في كرونويل العام الماضي باسم مبادرة إعادة بناء عالم افضل ولم تنجح في اثارة اهتمام الشركاء في G7 وفشلت حتى في الحصول على من يؤيدها في الكونغرس . الا ان إعادة طرحها هذا العام شهد اهتمام كبير فهذه المبادرة لن تكون مبادرة أمريكية خالصة بل ستكون السقف الذي سيجمع جميع المبادرات المشابهة مثل مبادرة (البوابة العالمية) التي اطلقها الاتحاد الأوربي عام 2021 ومشروع المملكة المتحدة ( مبادرة البيئة النظيفة) ومبادرة اليابان التي تسمى (الاتصال الإقليمي ) التي خصصت لها مبلغ 65 مليار دولار [2]. وعلق الرئيس بايدن “ان هذه المبادرة تهدف الى توحيد الديمقراطيات عبر العالم وعندها سوف نستطيع الفوز في هذه المنافسة العالمية طوال الوقت”
هذه المبادرة تهدف الى بناء مشروعات البنية التحتية في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض يصل حجم التمويل للمبادرة 600 مليار دولار تمول على مدار خمس سنوات من قبل استثمارات القطاع الخاص و بنوك التنمية متعددة الأطراف ومؤسسات التنمية وصناديق الثروة السيادية والتزامات مالية أخرى من قبل الحلفاء الاخرين . ولم يتم تحديد خطة دقيقة لتمويل هذه المبادرة ولا كيف سيتم تحديد الحد الفاصل بين تمويل القطاع الخاص والحكومات . الا ان المبادرة تضمنت الركائز ذات الأولوية التي سوف تستهدفها وهي كالاتي [3]:
- امن الطاقة وتكنولوجيا الطاقة التحويلية .
- شبكات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي للجيل الخامس والسادس G5 G6 وبناء شبكات الانترنيت الامنة والموثوقة والمدعومة من أنظمة الامن السيبراني السليم.
- تمكين النساء في الدول الفقيرة وتحسين ظروف العمل وتحسين الخدمات وشبكات الصرف الصحي والمياه النظيفة واعادة بناء شبكات الكهرباء المستدامة.
- تطوير وتحديث البنية التحتية للنظم الصحية والمساهمة في الامن الصحي العالمي من خلال الاستثمار في الخدمات الصحية وبناء أنظمة مراقبة الامراض وأنظمة التلقيح ومعالجة الوباء والوقاية منه.
هذه المبادرة هدفها الرئيسي هو منافسة وضرب مبادرة الحزام والطريق الصينية من خلال استهداف المناطق التي لم تستطيع ان تصل اليها الصين في أمريكا اللاتينية وشمال وغرب القارة الافريقية .إلا ان المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين، علق بأن الصين في الوقت الذي ترحب بالمبادرات العالمية التي تساهم في إعادة بناء البنية التحتية للدول النامية الا انها تؤمن بان مبادرة بايدن ماهي الا محاولة لجر العالم الى مباراة صفرية – حسب تعبيره – وهي بالتالي لن تحصل على أي دعم ” [4]. والواقع ان هذه ليست اول مرة تتهم الصين الولايات المتحدة باستخدام (اللعبة الصفرية) بعقلية الحرب الباردة حيث سبق ان اتهم وزير الخارجية الصيني الولايات المتحدة بنفس الاتهام خلال قمة مجموعة العشرين في 2020.
الطاقة
موضوع الطاقة استحوذ على اهتمام خاص من قبل جميع المشاركين حيث ان ازمة امدادات الطاقة وارتفاع أسعار المحروقات هو التهديد الأخطر على مستقبل دول مجموعة السبع وعلى مستقبل اوربا والغرب عموماً . القمة كانت تحاول ان تخفي الجدلية التي لطالما أدت الى انقسام الزعماء الغربيين والتي مفادها كيف يمكن جعل روسيا تخسر دون ان اغضابها ودون ان تخسر اوربا ودون خسارة الحلفاء العالميين المستفيدين من عروض الطاقة التنافسية التي تقدمها روسيا سواء للمنتجين او المستهلكين؟ انها معادلة غاية في التعقيد تتطلب ان تكون أي نظام للعقوبات دقيق في هندسته بحيث لا يحدث صدمات تؤثر على الأسواق الاوربية المتشابكة مع الأسواق الروسية .
تمكنت قمة الاتحاد الأوربي في بروكسل – والتي اقيمت في نفس الاسبوع- من الإفلات من مهمة فرض عقوبات اوربية على قطاع الطاقة الروسي وذلك من خلال إسكات أوكرانيا بعرض تسريع ترشيحها للانضمام الى عضوية الحلف. وتم ترك المهمة الشاقة الى قمة G7 التي تمكنت من انتهاز لحظة الوئام بين الحلفاء وأعلنت فرض العقوبات على استيراد الذهب الروسي في الأسواق الاوربية . كما تم فرض سقف الأسعار على النفط الروسي إضافة الى دراسة اهم الإستراتيجيات التي تستهدف تنويع مصادر الطاقة الاوربية وخفض إيرادات روسيا من الطاقة -بحسب تعبير رئيسة المفوضية الاوربية – دون ان تذكر تفاصيل هذه الخطط والاستراتيجيات . ولكن يتفق المراقبون على ان هذه الوحدة التي ابداها أعضاء مجموعة السبع قد لا تدوم مع استمرار الألم الاقتصادي الذي تسببه هجمات التضخم الشديدة وارتفاع أسعار الوقود وأزمة المحروقات المتوقعة خلال الشتاء القادم الذي سوف يختبر متانة كل تحالفات وتعهدات الربيع والصيف.
الحلفاء المهمون مثل الهند كانوا واضحين وصريحين حيث طالب رئيس الوزراء الهندي “بأن تعترف الدول الثرية ان من حق الدول الفقيرة ان تستفاد من الفرص والمحفزات بنفس القدر”، وهو يعني ان الغرب يجب عليه إعادة هيكلية التعاون والشراكة العالمية اذا أراد ان يكسب حلفاء أقوياء عبر العالم سواء لكسب الصراع مع روسيا او الصراع المرتقب مع الصين . فليس على الغرب ان يعيد أخطاء الماضي ويتمسك بالأحادية بل عليه ان يتعلم كيف يتكيف ويتعاون ويتنازل ويطالب .
ولكن في الوقت نفسه فان على الشركاء العالميين القلقين من هيمنة الصين وتوسع روسيا ان يتعلموا كيف يمكن ان يتعاونون ويتنافسون في الى حلبة التنافس العالمي وان يتخلون عن سياسية الركوب المجاني للاقتصاد العالمي .
التعاون المؤسسي من G7 الى G12
قمة مجموعة السبع هذا العام كان عنوانها الأساس هو وحدة الديمقراطيات الكبرى. على الرغم من ان وحدة الديمقراطيات هو مفهوم سياسي ولكنه نقطة التقاء بين جميع القوى الكبرى وهو استبدال ملفت لفكرة المجموعة الاقتصادية الأكبر والاقوى التي سادت خلال العقد الماضي وهي تدل على ان الغرب مُصر على تعظيم نقاط الاتفاق قدر الإمكان وتجاوز الاختلافات التي تعظمها التنافسية الاقتصادية.
ومن اجل توحيد الرؤى العالمية سوف يكون التعاون المؤسسي هو الأساس الذي سوف تبني عليه القوى الكبرى علاقاتها خلال عصر الصراع الكبير الحالي. ومن اجل الوصول الى تقوية قمة مجموعة السبع، اقترح قادة المجموعة توسيع نطاق العضوية لتشمل إضافة الى الأعضاء السبعة كل من نيوزلندا وأستراليا وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوربي وحلف شمال الأطلسي ويكون G12)) مؤسسة عالمية مهمتها تحديد التحديات العالمية وتقييم الاستجابات المتاحة والمنسقة سواء فيما يخص التحديات السياسية والاقتصادية والصحية او الامن والدفاع العالمي [5].
لقد اثارة قمة الG7 العديد من الأفكار الحماسية حيال فكرة إعادة التحالف والاتحاد بين القوى الكبرى لإعادة بناء وتشكيل النظام العالمي المبني على قواعد القانون الدولي والتعاون العالمي وسد الطريق امام الصين وروسيا من استغلال فراغ القوة لبناء نموذجهما الخاص وكسب المزيد من الحلفاء في عالم الجنوب الذين اصبحوا يجدون ان النموذج الغربي لا يتوافق مع مصالح واهداف هذه الدول ولا طبيعة تشكيلها السياسي والايديولوجي . وبالتالي سوف يشهد العالم تنافس المشاريع والمبادرات العالمية التي ستحاول استقطاب المريدين والمستفيدين وهو شكل من الصراع يشبه الى حد كبير الصراع بين الشيوعية والرأسمالية الذي ساد خلال الحرب الباردة، ولكنه هذه المرة سيكون بشكل اخر. حيث ان كلا المعسكرين يتبنيان أيديولوجية اقتصاد السوق العالمي الا ان الاختلاف هو في الأدوات والتنظيمات والأساليب ،حيث ان الصين وروسيا لا تفرض تغيير اشكال الحكم ولا تشترط الديمقراطية في تعاملاتها الاقتصادية بينما لازال الغرب يعتبرها الشرط الأساس، لقد كان نموذج الديمقراطية الغربية حلم العديد من شعوب العالم الثالث، الا ان نماذج الفشل والكوارث التي سببتها الديمقراطية للعالم النامي سوف تصعب مهمة تحالف الديمقراطيات الكبرى. فهذا النموذج كان متعثراً وخلق شرعية خطرة لتلك الانظمة السياسية السيئة بل وتسبب انهياره عودة ارتدادية للتطرف وتبرير للأستبداد.
وعليه فأن تجمع الديمقراطيات الكبرى هو جبهة مقابل جبهة تجمع الاقتصاديات الأوراسية الكبرى وبينهما بحر من العالم النامي الذي سيتم استقطابه شرقاً او غرباً وهي تجربة سيئة مرت بها هذه الدول ابان الحرب الباردة . لذا سيكون على دول الجنوب ان تستفيد من تجارب التاريخ القريب وان تقوي انظمتها السياسية وهياكلها التنظيمية وان توحد أهدافها وتقفز فوق اختلافاتها البينية وصراعاتها الجيوستراتيجية والأيديولوجية الغير منتهية والتي سبق وان حولت هذه الدول الى ساحة للمنافسة العالمية ودفعت بعض تلك الدول الهشة الثمن الباهض من الانقسام الاجتماعي والسياسي الهدام وحروب الوكالة العبثية و أنظمة الحكم الفاشلة الخطرة وتعثر برامج التنمية المزمن.
Rana Khalid
Senior Researchers & Executive.
ranaifpmc@outlook.com
info@ifpmc.org
references
[1] 7 priorities for the G7: Managing the global fallout of Russia’s war on Ukraine. Crisis Group. (2022, June 23). Retrieved June 29, 2022, from https://www.crisisgroup.org/global/sb007-7-priorities-g7-managing-global-fallout-russias-war-ukraine
[2] Guardian News and Media. (2022, June 26). G7 relaunches funding programme for developing countries under new name. The Guardian. Retrieved June 28, 2022, from https://www.theguardian.com/world/2022/jun/26/g7-relaunches-funding-programme-developing-countries-global-investment-infrastructure-partnership
[3] The United States Government. (2022, June 27). Fact sheet: President Biden and G7 leaders formally launch the Partnership for Global Infrastructure and Investment. The White House. Retrieved June 28, 2022, from https://www.whitehouse.gov/briefing-room/statements-releases/2022/06/26/fact-sheet-president-biden-and-g7-leaders-formally-launch-the-partnership-for-global-infrastructure-and-investment/
[4] Ibid
[5]Daalder, I. H., & Lindsay, J. M. (2022, June 27). Last best hope. Foreign Affairs. Retrieved June 29, 2022, from https://www.foreignaffairs.com/articles/world/2022-06-21/last-best-hope-world-order-west