العلاقة بين الهشاشة والفشل في العراق..واستراتيجيات الحل والتصحيح

Related Articles

العلاقة بين الهشاشة والفشل في العراق

واستراتيجيات الحل والتصحيح

DR.RANA KHALID

Executive & Senior Researchers

ranaifpmc@outlook.com

IFPMC-LONDON

MARCH 2022

المقدمة

الدول القوية متشابهة في قوتها وقدراتها في التأثير والتعبير عن القوة ولكن الدول الفاشلة حتى وان بدأت متشابهة في ملامحها الا ان عوامل الضعف والفشل تتباين من دولة الى أخرى والواقع ان كل واحدة من الدول الفاشلة تحمل سمة خاصة للفشل تختلف عن الأخرى [A].

العراق وفق معايير المنظمات والمؤسسات الدولية يعد من الدول الهشة المرتفعة الخطورة وهو كذلك لا يملك خطط واستراتيجيات ثابتة ومستدامة لمعالجة عوامل الهشاشة وعليه فهو تحول من وضعية الهشاشة الى وضعية الفشل وهو يمر بمفترق طرق خطرة تنتهي جميعها الى حقيقة ان العراق اصبح غير قادر على احداث التنمية لفترة زمنية طويلة [B].

هل عوامل الهشاشة قادت العراق الى الفشل ام ان الدولة الفاشلة قادت الى تفاقم عوامل الهشاشة في العراق ؟

هذه الدراسة سوف نسلط الضوء على فكرة الهشاشة والفشل في العراق ما هو مفهوم الهشاشة، وما هي علاقته بالفشل وكيف يتفاعل في العراق؟ والاهم من ذلك هل هنالك حلول يمكن ان يستخدمها صناع السياسات في العراق في حال تولدت لديهم الرغبة في اخراج العراق من وادي الدول الفاشلة ؟

مفاهيم الهشاشة والفشل

هشة ام فاشلة ؟

 

الدول تصنف بأنها هشة Fragile State  بناءً على تعريفات المنظمات والمؤسسات الدولية التي وضعت أسس قياسية لتحديد الهشاشة . وغالباً ما اعتبرت معايير الهشاشة هي ذاتها معايير الدولة الفاشلة Failed State الا ان الباحثين في مجال التنمية اكدوا على ضرورة التفريق بين المصطلحين حيث لايزال مختلطاً وغير محدد بدقة إضافة الى تداخل العوامل السياسة والاقتصادية والاجتماعية المحددة لهما[1].

بالنسبة للهشاشة هنالك تعريفات كثيرة للدولة الهشة منها ما ذهب الى تعريف الدولة الضعيفة او الهشة من حيث الأداء الوظيفي وهو ما اتبعته تعريفات صندوق النقد الدولي الذي عرفها بتعريف نقيضتها، وهي الدولة الفاعلة، والتي يصفها بأنها: «الدولة القادرة على أداء عشر وظائف رئيسية؛ على رأسها الوظيفة الكلاسيكية للدولة، وهي الاحتكار الشرعيّ لوسائل العنف أو القهر داخل المجتمع، ويأتي لاحقاً لها وظائف إدارة الموارد المالية العامّة للدولة بصورةٍ رشيدة، والاستثمار في رأس المال البشري، إدارة خدمات البنية الأساسية في الدولة، وكذا وظيفة إنفاذ حكم القانون، وخضوع النخبة الحاكمة نفسها لحكم القانون، وكيفية إدارة النخبة الحاكمة لمقدرات الدولة، فالدولة الوظائفية هي التي تعمل آلياتها بكفاءة على المستوى الفرديّ والجماعي. وبالنقيض تُعرف «الدولة الهشّة» وفقاً لفهم صندوق النقد الدولي السابق بأنها: تلك الدولة التي لا تقدّم الخدمات المطلوبة منها لسكانها بشكلٍ فعّالٍ، وذلك في واحدةٍ أو أكثر من الوظائف السالفة الذكر[2].

وهنالك من عرف الدولة الهشة اعتماداً على المخاطر ونقاط الضعف وهذا ما ذهبت اليه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية OECD والتي عرفت الدولة الهشّة بأنها الدولة التي لديها قدرات ضعيفة على القيام بوظائف الحوكمة الأساسية وتفتقر إلى القدرة على تطوير علاقات بناءة متبادلة مع المجتمع. كما أن المناطق أو الدول الفاشلة تعتبر أيضاً أكثر ضعفاً على صعيد الصدمات الداخلية أو الخارجية مثل الأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية[3]. وفي 2020 اضافت منظمة التعاون الاقتصادي متغير كوفيد-19 كعنصر حاسم في قياس هشاشة الدولة وقدرتها على التعامل مع تبعات الجائحة [4].

التعريف السابق يتطابق الى درجة كبيرة مع تعريف البنك الدولي حيث يعرف الدولة الهشة بأنها دولة  التي تواجه تحديات تنموية شديدة يتم تلخيصها في ضعف القدرات المؤسسية، وسوء الإدارة والحكم، وعدم الاستقرار السياسي. كما يضيف التعريف عوامل العنف المستمر والصراعات والتي تكون في الغالب صراعات تاريخية غير منتهية.

ويذهب خبراء البنك الدولي الى تعريف الدول الهشة من خلال عوامل قياسية متطابقة مثل :

للمزيد :

البحث كامل انقر هنا

العلاقة بين الهشاشة والفشل في العراق

 

Comments

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular stories